الوئام- خاص
يستعدّ دونالد ترمب للعودة إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، مع تحول زلزالي في السياسة الخارجية الأمريكية، ويصف منتقدون لترمب بأنه انعزالي ولا يمكن التنبّؤ بتصرفاته، لكنه على النقيض، مِن المتوقّع أن يُحقّق ترمب التوازن والاستقرار العالمي، ولن يقتصر نهجه على تعطيل الدبلوماسية الأمريكية فحسب، بل سيقلب عقيدة السياسة الخارجية التي يبلغ عمرها 80 عاما.
حشد القوّة
وفي السياق، يقول الدكتور إحسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة موري ستايت، الخبير في الشأن الأمريكي، إنه بدلا من التمسّك بالاعتقاد الراسخ بأن القوة الأمريكية تأتي مع مسؤولية الدفاع عن القيم الديمقراطية والحدود المستقرّة والمؤسسات الدولية، سيركّز ترمب فقط على حشد القوّة واستخدامها لصالح أمريكا بشكل مباشر، وسوف تتشكّل ولايته الثانية مِن خلال 3 ساحات معارك جيوسياسية رئيسية “الشرق الأوسط، وأوكرانيا، والمنافسة المتزايدة مع الصين”.
ويضيف إحسان الخطيب، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن ترمب أظهَر بالفعل استعداده لقلب الدبلوماسية التقليدية رأسا على عقب، كما أن دوره في تأمين وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن في غزة يؤكد أن القوّة وليس المفاوضات هي التي تقود للسلام.
مظالم تاريخية
أستاذ العلوم السياسية يؤكّد أن ترمب لا يزال غير مُهتم بالمظالم التاريخية المعقّدة في الشرق الأوسط، مفضِّلا الصفقات المباشرة والمعاملاتية التي تشير إلى أنه سيستغل وقف إطلاق النار في غزة، للدفع نحو اتفاق إقليمي أوسع، وهو الإنجاز الذي يعتبره طريقه لجائزة نوبل للسلام.
ويختتم الخطيب حديثه مبينا أنه مع ذلك، تظلّ تقلّبات المنطقة تشكّل تحديا هائلا، ويسعى المتشددون في إسرائيل إلى ضم الأراضي، في حين تتأرجح إيران، التي ضعفت في غزة ولبنان وسوريا، بين التفاوض مع الولايات المتحدة وتسريع برنامجها النووي، وإذا نجح المتطرفون في إحباط طموحات ترمب، فمِن المرجّح أن يكون رد فعله مزيجا من تكتيكات الضغط والعقوبات والتهديدات العسكرية أو الانسحاب الصريح.