شهدت المنطقة العربية تطورات متسارعة، خلال الأسابيع والأيام الأخيرة، التي تستوجب البناء عليها، لإنهاء حالة الصراع والاستقطاب، والعمل على عودة الاستقرار والهدوء، والبدء في مرحلة التعاون من أجل مستقبل أفضل للشعوب.
ففي لبنان، بدأت الأوضاع تتجه نحو الاستقرار، وإنهاء حالة الجمود السياسي، التي أصابت البلاد بالشلل، بالتوافق على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ما يمهد، عودة لبنان إلى الحضن العربي، واستعادة الهدوء والاستقرار على الحدود الجنوبية.
ومع دخول الهدنة في غزة، حيز النفاذ، يوم الأحد الماضي، ارتفع سقف التوقعات بإمكانية إحلال السلام في المنطقة، عبر الدخول في مفاوضات جادة، لحل القضية الفلسطينية، بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق المبادرة التي تقدمت بها السعودية للسلام قبل أكثر من 20 عامًا.
وفي سوريا، تتزايد الآمال بعودة الاستقرار وبناء وطن يتسع للجميع، وبدء مرحلة جديدة من العمل، قوامها التعاون مع دول الجوار في إطار من احترام السيادة، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وعدم تصدير الإرهاب أو دعم الجماعات المتطرفة، أو تحويل الأراضي السورية لساحة للصراعات الإقليمية.
إن العمل العربي المشترك، يجب أن يعود إلى الواجهة، وتتكاتف الدول العربية، من أجل استثمار هذه المرحلة الفاصلة، للبناء عليها وعدم العودة إلى الوراء، بما يحقق تطلعات الشعوب العربية وحقوقها في أن تنعم بالاستقرار والتنمية والهدوء والتوقف عن الصراعات والحروب والتوجه إلى البناء والعمل المشترك.