الدكتورة ميادة غانم – استشاري الصّحّة النفسيّة والدّعم النّفسي
وقت العصبية يكون الشخص في حالة انفعالية شديدة، قد تدفعه لقول كلمات جارحة أو مهينة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنّ هذه الكلمات تعكس الحقيقة الكاملة لما يشعُر به تجاهك، وقد تكون هذه الكلمات نابعة مِن:
-الغضب والانفعال: عندما يكون الشخص غاضبا قد يعبّر عن مشاعره بطريقةٍ مبالَغٍ فيها، أو يستخدم كلمات لا يقصدها حقا.
- تراكمات سابقة: أحيانا، تعبّر الكلمات عن مشاعر مكبوتة، لم يُعبَّر عنها في الأوقات العادية، لكنّها تظهر بطريقة مشوّهة بسبب الغضب.
- الرغبة في إيذاء الآخر: في لحظة العصبية، قد يُحاول الشخص إيذاء الآخر بالكلمات لإفراغ انفعالاته، حتّى لو لم يكن مقتنعا بما يقوله.
- سوء التّحكُّم بالمشاعر: البعض يُعبّر عن غضبه بكلمات جارحة، لأنه لا يستطيع ضبط مشاعره أو اختيار كلماته بعناية، ويبقى أن تحذّر مِن الذين تفوّهوا بكلام جارح.
تطبيق هذا الحذر يعتمد على عوامل عدة:
تكرار السلوك:
إذا كان الشخص يكرّر الكلمات الجارحة أو السلوك السلبي، رغم التنبيه أو المحادثة، فإنّ الحذر يُصبح ضروريا، وربما إعادة تقييم العلاقة بالكامل.
إذا كان الموقف استثنائيا، ولم يتكرّر، يمكنك المراقبة بحذر دون المبالغة في القلق.
النيّة خلف الكلام:
هل كان الكلام ناتجا عن لحظة غضب عابرة؟ أم إنه يعكس نظرة سلبية أو قلة احترام متعمّدة؟
النية الواضحة يمكن أن تساعدك في اتخاذ القرار بشأن الحذر أو منح فرصة أخرى.
نوع العلاقة:
الأشخاص المقرّبون جدا: قد تستحق العلاقة فرصة ثانية، إذا أظهر الطرف الآخر وعيا بخطئه ورغبةً صادقةً في التغيير.
العلاقات السطحية أو الجديدة: هنا الحذر يُصبح أكثر أهمية، والأشخاص الذين لا تجمعك بهم علاقة قوية، لا يجب أن يُسمح لهم بتكرار التجاوزات.
حدود الحذر:
لا يعني الحذر دائما قطع العلاقة، بل يمكن أن يكون في صورة وضع حدود واضحة، أو تقليل مستوى الانفتاح معهم، أو تقنين التعامُل بما يحميك نفسيا.
الحذر مطلوب عندما يثبت أن الشخص قد يكرّر الأذى أو لا يحترمك، ومع ذلك، يجب أن تكون درجة الحذر متناسبةً مع نوع العلاقة ومدى أهميّتها في حياتك.
لا تُبالِغ في الحذر لدرجة أن تفقد المرونة مع الأشخاص الذين قد يكونون قد أخطأوا بحقّك في لحظة ضعف أو غضب.