في ظل التصاعد المستمر في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، أبدت فرنسا استعدادها للرد على أي رسوم جمركية قد تفرضها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، هذا الموقف يعكس تعقيد العلاقات التجارية بين الطرفين، التي شهدت العديد من التحولات في الآونة الأخيرة بسبب سياسات ترمب الذي تعهد بتقليص العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي قد يفضي إلى فرض رسوم جديدة.
وخلال تصريحاته الأخيرة لإذاعة “سود”، أشار وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إلى أن الاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ إجراءات مضادة ضد أي رسوم جمركية قد تفرضها الولايات المتحدة، حيث اعتبر أن هذه الخطوة ستكون ضرورية لحماية المصالح الاقتصادية الأوروبية.
يأتي هذا التصريح في وقت حساس حيث كانت التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة شهدت فترات من التوتر بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على بعض المنتجات الأوروبية، مما أثار ردود فعل حادة من قبل حكومات الدول الأوروبية.
التصعيد الأمريكي
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أعلن في وقت سابق عن عزمه معالجة العجز التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو ما اعتبره أحد الأسباب الرئيسية لإقرار رسوم جمركية جديدة.
وكان ترمب قد أكد في تصريحاته أن الحل الوحيد للوصول إلى “العدالة التجارية” مع الاتحاد الأوروبي يكمن في فرض الرسوم الجمركية.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يمارس سياسات تجارية غير عادلة تجاه الولايات المتحدة، وهو ما دفعه إلى اتخاذ هذه الخطوة.
رد الفعل الأوروبي
تأتي التصريحات الفرنسية في إطار استعدادات الاتحاد الأوروبي لمواجهة أي تداعيات سلبية قد تنجم عن هذه السياسات الأمريكية.
وتعمل الدول الأوروبية على تنسيق مواقفها في هذا الملف، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الحفاظ على التوازن التجاري والاقتصادي مع الولايات المتحدة، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالقواعد التجارية الدولية.
ومن المتوقع أن تشهد العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مزيدًا من التوتر في المستقبل القريب، في ظل المواقف المتباينة بين الجانبين بشأن الرسوم الجمركية والسياسات التجارية.
يذكر أن سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى واشنطن، جوفيتا نيليوبسين، أعلنت في وقت سابق أن التكتل الأوروبي “مستعد للرد” في حال حدوث توترات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة.
وأوضحت نيليوبسين أن “هذه فترة انتقالية بالنسبة لبروكسل وواشنطن”، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يركز على القضايا التي يمكن التعاون فيها مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
ومع ذلك، أكدت أنه من المتوقع أن تشهد العلاقات بين الجانبين “أحياناً لحظات من التوتر”، لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي سيكون مستعدًا للرد في حال ظهرت توترات تجارية.
ويتمتع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأكبر علاقة تجارية واستثمارية ثنائية في العالم، حيث يشكلان معًا نحو 30% من التجارة العالمية في السلع والخدمات و43% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفي عام 2023، تجاوزت قيمة التبادل التجاري بين الطرفين 1.5 تريليون يورو، مما يعكس قوة الشراكة الاستراتيجية بينهما.
وتطرقت إلى أن أي فرض لرسوم جمركية من قبل ترامب سيكون له رد من الاتحاد الأوروبي، مشددة على ضرورة التعامل مع الولايات المتحدة كأي شريك آخر، من خلال التحاور والتوصل إلى جدول أعمال مشترك.