الدكتورة تولين حداد – المتخصصة بالطب الصيدلي
يعد شرب الماء في الشتاء ضرورة للحفاظ على صحة الجسم ووقايته من الجفاف ومضاعفاته، مما يعزز النشاط العام ويقوي المناعة.
يقول الله عز وجل: “وجعلنا من الماء كل شيء حي”. يشكل الماء ما يقارب 70% من كتلة الجسم، كما أن فوائد شرب الماء بشكل منتظم تعود بنتائج إيجابية، ولها ميزات لا تعد ولا تحصى، إذ يكثر في فصل الشتاء عادات سلبية، أهمها نقص شرب الماء.
ورغم أن الشعور بالعطش يقل في الأجواء الباردة، فإن احتياج الجسم للماء يبقى ضروريا لتنظيم وظائفه الحيوية، إضافةً إلى السبب الأهم، وهو إهمال الفرد في الاهتمام بصحته الجسدية، وبالتالي، فإن التأثيرات السلبية لنقص شرب الماء تحديدا في فصل الشتاء:
أولا: انتشار آلام المفاصل، إذ يشكل الماء مكونا مهما من تكوين المفاصل والغضاريف، وبالتالي أي نقص نتيجة الإهمال في شرب الماء في فصل الشتاء يؤدي لعدم قدرة المفصل القيام بعمله، والمتمثل في عدم قدرة المفصل على تحمل كتلة الجسم، إضافةً إلى الألم نتيجة احتكاك المفاصل بعضها البعض، لعدم وجود المرونة اللازمة بين مفصل وآخر.
ثانيا: تؤدي قلة استهلاك الماء إلى الجفاف، وهو حالة تُضعف قدرة الجسم على القيام بعملياته الحيوية بشكل سليم، ومن أبرز أعراض الجفاف: الشعور بالإرهاق، جفاف البشرة، تشقق الشفاه، كما يؤثر قلة الاستهلاك بشكل سلبي في وظائف الدماغ وانخفاض القدرة على التركيز.
ثالثا: يؤثر نقص الماء في الجهاز المناعي، مما يزيد من فرص الإصابة بالأمراض الموسمية؛ مثل نزلات البرد والإنفلونزا وارتفاع درجات الحرارة وحصول تشنجات غير مرغوب فيها.
رابعا: قلة شرب الماء تؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، تحديدا حدوث الإمساك المزمن، وأيضا تتسبب في ظهور التهابات شديدة الألم في المعدة والأمعاء.
خامسا: يسبب نقص شرب الماء في فصل الشتاء مشكلات في الكلى والمسالك البولية، ما يؤدي إلى تراكم الحصى وظهور ألم شديد في خواصر الفرد، وقد يؤدي نقص شرب الماء المزمن إلى الفشل الكلوي على الأمد البعيد.
سادسا: نقص الماء بالجسم يسهم في انخفاض ضغط الدم، بسبب عدم وصول كميات الأكسجين، ما يسبب الشعور بالدوخة المستمرة.
للوقاية من أضرار نقص شرب الماء في الشتاء، يُنصح بشرب كميات كافية من الماء يوميا حتى في غياب الشعور بالعطش، وأيضا من فوائد شرب المياه بكثرة تحسين بشرة الفرد.
ويمكن تنويع مصادر الترطيب من آن لآخر عبر تناول الأطعمة الغنية بالماء مثل الفواكه والخضراوات، أو شرب الأعشاب الدافئة، دون سكريات مضافة والشوربات الساخنة.