الوئام – خاص
بدأ رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك بالتحرك سياسيًا في أوروبا، حيث حضر اجتماعًا لحزب البديل من أجل ألمانيا، المصنف كحزب يميني متطرف، مما أثار مخاوف لدى بعض الدول الأوروبية التي حذّرت من أن ماسك يتلاعب بالديمقراطية الأوروبية ويسعى لتغيير خارطتها بما يخدم أهدافه وأهداف الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، وصف رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، الملياردير إيلون ماسك، مالك شبكة التواصل الاجتماعي إكس والحليف الوثيق للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بأنه يشكل تهديدًا للدول الديمقراطية.
وقال بايرو في مقابلة مع قناة تلفزيونية محلية: إيلون ماسك يشكل تهديدًا للديمقراطيات، ولا ينبغي أن يكون للمال الحق في حكم الضمائر.”
هيمنة المال وتأثيره على السياسة
من جانبه، أوضح كارزان حميد، الخبير في الشؤون الأوروبية، أن الخبراء الاقتصاديين والسياسيين حذروا منذ سنوات من تنامي ثروات الأثرياء وتأثيرهم على القضايا الدولية، متسائلين عمن سيكون أول تريليونير في العالم.
وأضاف حميد، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن المخاوف تتعلق بتدخل رجال الأعمال في سيادة الدول بعيدًا عن القوانين والأعراف الدولية. وقال:
“ما نشهده اليوم من تدخلات إيلون ماسك يعكس الصورة الحقيقية لما يحدث عندما تتجاوز ثروة الأفراد حاجز التريليون دولار، كما أن شخصية ماسك لا تختلف كثيرًا عن شخصية دونالد ترامب من حيث الشعبوية وإثارة الضجيج العالمي.”
السيطرة على الفضاء الأوروبي
وأوضح الخبير في الشؤون الأوروبية أن هدف ماسك في أوروبا يتمحور حول عدة قضايا، أبرزها فتح المجال الجوي الأوروبي أمام أقماره الصناعية، سعيًا لتحقيق مكاسب إضافية على حساب القارة العجوز.
وأكد حميد أن ماسك لا يستطيع بمفرده تغيير التركيبة السياسية أو التأثير في التفكير السياسي الأوروبي، لأن التوجهات الأوروبية، سواء على المستوى الشعبي أو القيادي، تخضع لعدة عوامل رئيسية، منها الوضع الاقتصادي، والتغيرات الدولية، ومستويات الرفاه الاجتماعي، وقضية الهجرة.
“اصطياد في الماء العكر”
ويرى حميد أن تحركات ماسك في أوروبا تعكس محاولته استغلال الأزمات السياسية الراهنة ودفع الأطراف المختلفة إلى مناكفة القادة الحاليين، مضيفًا: الأوروبيون لديهم كراهية مكتومة تجاه كل ما هو أمريكي، وما يصدر عن واشنطن، لأسباب تاريخية وثأرية، وخاصة في ألمانيا وفرنسا.”
وأشار إلى أن ماسك، رغم نفوذه المالي والتكنولوجي، لن يتمكن من تغيير النظام السياسي الأوروبي بمفرده، لكنه سيحاول استغلال التوترات لتعزيز نفوذه وتحقيق مكاسب استراتيجية في القارة.