الوئام- خاص
يلعب الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، دورا متزايدا في أوروبا، سواء في الصناعة أم التكنولوجيا أم السياسة، ففي حين يرحّب بعض الحكومات الأوروبية بمشروعاته، يبدي البعض الآخر قلقا بشأن تأثيره في السياسات العامة، خاصة في مجالات حرية التعبير والذكاء الاصطناعي والبيئة الرقمية.
ويُثير تدخّل ماسك القلق في الاتحاد الأوروبي الذي يتخوف من سيطرة الملياردير الأمريكي على القارة العجوز، اقتصاديا وسياسيا.
تعزيز الحضور في أوروبا
وفي السياق، ترى الدكتورة عقيلة دبيشي، خبيرة الشؤون الدولية، مدير المركز الفرنسي للدراسات الدولية، أن إيلون ماسك يسعى إلى تعزيز حضور شركاته في السوق الأوروبية، خاصة في مجال السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، مِن خلال تفعيل استثماراته في “تسلا” و”نيورالينك”، كما يسعى إلى توسيع قاعدة عملائه وتعزيز مكانة شركاته في السوق العالمية.
وتقول عقيلة دبيشي، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن ماسك يعد أوروبا سوقا استراتيجية لمنتجاته التكنولوجية، وينظر إلى القوانين البيئية المتشددة في القارة على أنها فرصة للنمو في مجالات؛ مثل السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة.
الخبيرة في الشؤون الدولية تضيف أن ماسك ليس بالضرورة مهتما بتغيير التركيبة السياسية في أوروبا بشكل مباشر، لكن قراراته وتصريحاته أحيانا تحمل تأثيرات سياسية غير مباشرة، وعلى سبيل المثال، خلال محادثاته مع قادة أوروبا، أشار إلى أهمية التوازن بين التحولات التكنولوجية والتشريعات الحكومية، ما قد يثير نقاشات سياسية، ففي ألمانيا وفرنسا، تواجه الصناعات التقليدية؛ مثل صناعة السيارات، تحديات كبيرة بسبب سياسات المناخ، وقد يسعى ماسك للتأثير في السياسات الاقتصادية التي تتيح له التوسع في السوق.
ماسك واليمين المتطرف
وعن تدخله السياسي، تشير دبيشي إلى أنه لا يوجد دليل مباشر على أن إيلون ماسك يسعى لدعم أو تعزيز صعود اليمين المتطرف في أوروبا، ومع ذلك، من خلال دعمه للعديد من القضايا المتعلقة بالحرية الاقتصادية والابتكار، قد يتم تأويل مواقفه كدعم للسياسات الاقتصادية التي قد تكون متماشية مع بعض التيارات اليمينية في بعض البلدان، لكن لا يبدو أن هناك استراتيجية واضحة من ماسك لدعم أو تعزيز اليمين المتطرف بشكل مباشر.
وتختتم مدير المركز الفرنسي للدراسات الدولية حديثها مؤكدة أنه “لا توجد دلائل قوية على أن إيلون ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد بدآ خطة محددة لحصار وتطويق أوروبا، فرغم أن كليهما له رؤية اقتصادية تركّز على تعزيز القوة الاقتصادية في الولايات المتحدة ودعم الشركات الأمريكية، فإن تصريحات ماسك وترمب غالبا ما تكون متعلقة بسياسات داخلية أكثر من كونها موجهة نحو عزل أو محاصرة أوروبا، وقد تكون هناك مصالح متقاطعة بين ماسك وترمب في تعزيز الابتكار في التكنولوجيا والاقتصاد الأمريكي، لكن فكرة ’الحصار’ تبدو مبالغة في هذه المرحلة”.