أ. رقية القحطاني
أخصائية صحية، خبيرة في التعزيز الصحي وتغير السلوك النفسي ورفع جودة الحياة
مختصة بصناعة البرامج والمبادرات الصحية
تضامنًا مع الأسبوع الخليجي للتوعية بالسرطان، ونظرًا لأهمية هذا الموضوع وحجمه الكبير، فإن الكشف المبكر عنه يُعد العلاج الرئيسي للسرطان من خلال اكتشافه في مراحله الأولى، وفق أحدث إحصائيات السجل السعودي للأورام فإن التشخيص المبكر لحالة سرطان الثدي بالتحديد تكللت بالشفاء بنسبة 98%.
كما أن أكثر من 90% من حالات السرطان في السعودية ناتجة عن نمط حياة غير صحي، مثل قلة النشاط الحركي، والتدخين، والتعرض للإشعاعات، والمواد الكيميائية المسرطنة، بالإضافة إلى اتباع نمط غذائي سيئ. ولا يمكن استثناء بعض العوامل المترابطة، ومنها العامل الوراثي، والعامل الهرموني، والعوامل البيئية، والبيولوجيا الاجتماعية، وفيزيولوجيا الأعضاء، التي يمكن أن تؤثر في تطور الورم.
ولتحقيق تقدم مستمر في خفض معدلات الوفيات الناجمة عن السرطان، يجب التزام واسع النطاق بفهم العوامل المحددة للمرض، بما في ذلك الوصول إلى الرعاية الصحية، والقدرة على تحمل التكاليف، والعوامل الاجتماعية والبيئية المرتبطة بخطر الإصابة بالسرطان.
وذكرت آخر الدراسات والإحصائيات في الولايات المتحدة أن سجلات السرطان الوطنية، المرتبطة ببرامج فحص السرطان، يمكن أن تدعم دراسات الأقران التفصيلية لتحسين نتائج البحث، مما يؤدي إلى تحسين جودة برامج فحص السرطان المبكر.
على سبيل المثال، يمكن لفحص سرطان الثدي أن يربط البيانات بسجلات التصوير الشعاعي للثدي، مما يساعد على زيادة تنوع عينات السكان، ويهدف إلى دعم تحسين جودة النتائج ومنهجيات البحث للكشف المبكر عن السرطان.
كما أن زيادة الوعي بالعلامات والأعراض الأولية للسرطان بين الأطباء والممرضين ومقدمي الرعاية الصحية، وكذلك المجتمع، تسهل الوصول إلى الخدمات الصحية، وتحسن خدمات التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى تعزيز عمليات الإحالة من مستويات الرعاية الصحية الأولية إلى المراكز المتخصصة والمستشفيات.
ومع تنوع علاجات السرطان، التي ساهمت بنسبة كبيرة في رفع معدلات الشفاء، ذكر المجلس الوطني البريطاني أن العلاج بالطب البديل يمكن أن يسهم في تسريع عملية الشفاء، نظرًا لتركيزه على الجانب النفسي والعاطفي. فعلى سبيل المثال، ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بضع مرات أسبوعيًا، مثل السباحة واليوغا، قد يكون له تأثير إيجابي.
كما أن التحكم في التوتر يمكن أن يساعد في تقليل الإجهاد عن طريق الاسترخاء أو التأمل أو استخدام الفنون في التعبير العاطفي، مثل الرسم أو الكتابة، مما يسهم في تخفيف الضغط النفسي، الذي قد يؤدي إلى إفراز هرمونات تعطل عملية العلاج.