سركيس أبوزيد – المحلل السياسي اللبناني والباحث في الشؤون الدولية
تتبنى المملكة العربية السعودية موقفًا ثابتًا لا يتزحزح قيد أنملة عن دعم القضية الفلسطينية. يقوم هذا الموقف على رفض أي حل يتضمن تهجير الشعب الفلسطيني، سواء كان قسرًا أو عمدًا، إلى دول الجوار مثل مصر أو الأردن، أو إلى أي مكان آخر، كما اقترح وكرر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. كما تؤكد المملكة بشكل دائم على “حل الدولتين” باعتباره المفتاح لتحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط.
وتتابع السعودية، إلى جانب دول المنطقة، الأحداث الجارية بدقة، متصديةً لكل ما يُحاك ضد فلسطين. وتظل المملكة ملتزمة بوحدة الصف العربي الداعم للقضية الفلسطينية، حيث تقف بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في طليعة الرافضين لتهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم. وترسّخ رؤية السعودية الثابتة أهمية قيام الدولة الفلسطينية، لا تصفيتها، على حدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية. لذا، فإن أي مزايدة على الموقف السعودي أو العربي المساند لفلسطين تُعد ظلمًا سياسيًا للمملكة.
ولا يخفى على أي متابع كمّ الأخطار المحدقة بمستقبل إقامة الدولة الفلسطينية، خصوصًا في ظل الضغوط الأمريكية والإسرائيلية المستمرة لتصفية القضية، وهو ما تتصدى له السعودية ودول عربية أخرى، من بينها مصر والأردن، بكل قوة. كما تجلّت مواقف المملكة في دعم الفلسطينيين خلال القصف الإسرائيلي العنيف، ومواجهة مخططات التهجير والاستيطان المتزايدة.
إضافةً إلى ذلك، تتواصل جرائم الاحتلال الممنهجة ضد الفلسطينيين، من تدمير للبنى التحتية، وأعمال قتل وإبادة بحق الشعب الأعزل منذ شهور. ولهذا، فإن التاريخ لن ينسى من وقف داعمًا لفلسطين وساند شعبها في محنته، وفي مقدمة هؤلاء المملكة العربية السعودية وقيادتها.