الوئام – خاص
ما بين بيوت الشعر في العلا، والقصور الملكية، توافد قادة وزعماء دول العالم على المملكة، لإجراء مباحثات مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، في ظل التطورات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة والتي تلقي بظلالها على استقرار الاقتصاد العالمي بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتتبنى المملكة سياسة خارجية إيجابية منفتحة على الحوار مع كافة دول العالم، وهو ما يعكس الثقة والمكانة الدولية التي تحظى بها السعودية على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما يفسر زيادة عدد الزيارات التي يجريها قادة العالم إلى السعودية مقارنة مع غيرها من باقي دول العالم.
الاعتزاز بالجذور
ومن اللافت للنظر هو استقبال ولي العهد للعديد من الزعماء والقادة في المخيم الشتوي في العلا، كعادة سموه في هذا التوقيت من كل عام، وهو ما يؤكد اعتزاز المملكة بتراثها وهويتها وانتمائها الثقافي، ويعطي فرصة لقادة العالم للتعرف عن قرب على التراث السعودي، الذي هو جزء من الشخصية السعودية الحديثة.
“الوئام” ترصد في هذا التقرير جانبًا من اللقاءات التي جمعت ولي العهد مع العديد من رؤساء وقادة وزعماء العالم خلال الشهريين الماضيين فقط للدلالة على الثقل الذي تتمتع به المملكة كلاعب دولي وإقليمي له دور فاعل في ضمان استقرار العالم اقتصاديًا وسياسيًا.
ماكرون في الرياض
بعد زيارته إلى جدّة في 4 ديسمبر 2021، عاد الرئيس الفرنسي إيميل ماكرون إلى الرياض في زيارة دولة استغرقت 3 أيام، حيث استقبله ولي العهد، في الثاني من ديسمبر الماضي في قصر اليمامة بالرياض، وجرى خلال اللقاء بحث فرص تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، كما شهد الزعيمان التوقيع على اتفاقية تشكيل مجلس الشراكة الاستراتيجي بين السعودية وفرنسا.
كما تم بحث المستجدات الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وتنسيق المواقف إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة، وزار ماكرون موقع الطريف الأثري وكذلك العلا، وشهد توقيع 9 اتفاقيات تعاون ثقافي بين الجانبين، وشارك في افتتاح قمّة المياه الواحدة.
كير ستارمر
وبعد أسبوع على هذا اللقاء استقبل ولي العهد، كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني، في قصر اليمامة بالرياض، حيث تعد هذه الزيارة الأولى له إلى المملكة، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات.
وفي ختام الزيارة صدر بيان سعودي بريطاني مشترك تضمن التأكيد على تعزيز الشراكة الاقتصادية، والتزام الجانبين بزيادة حجم التجارة البينية إلى 37,5 مليار دولار بحلول عام 2030م.
المخيم الشتوي
وفي المخيم الشتوي بالعلا، استقبل ولي العهد، كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس الوزراء اليوناني في الثالث عشر من يناير الماضي، وتم بحث سبل تعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات، كما اطلع الضيف اليوناني على التراث والثقافة السعودية وشاهد العروض الفنية التي قدمتها الفرق الشعبية.
وخلال الزيارة عقد مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي ـ اليوناني، جلسته برئاسة ولي العهد ورئيس الوزراء اليوناني، تم خلالها استعراض عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المجلس.
جورجيا ميلوني
وفي السادس والعشرين من يناير وفي المخيم الشتوي بالعلا، استقبل ولي العهد، جورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا، التي زارت المملكة للمرة الأولى، حيث اطلعت في بيت الشعر على التراث السعودي عن قرب وتعرفت على جانب من الثقافة السعودية الأصيلة حيث عبرت عن سعادتها بزياة المملكة ولقاء الأمير محمد بن سلمان.
وشهدت الزيارة التوقيع على اتفاقية إنشاء مجلس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين من الجانبين.
زيارة الشرع
وفي أول زيارة له بعد توليه مقاليد الحكم في سوريا رسميًا، اختار أحمد الشرع السعودية لتكون وجهته الخارجية الأولى، حيث وصل إلى المملكة في الثاني من فبرار الجاري، وخلال الزيارة بحث ولي العهد والشرع تطورات الأحداث في سوريا، والجهود السعودية المبذولة لضمان استقرار سوريا ووحدة أراضيه.
وتعكس هذه الزيارة محورية الدور السعودي في دعم الشعب السوري في مواجهة التحديات التي تفرضها مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث كانت المملكة ولا تزال من بين أوائل الدول التي دعمت الشعب السوري وقدمت المساعدات الاقتصادية والإنسانية وسيرت جسرًا جويًا لنقل المساعدات الطارئة والعاجلة لأبناء الشعب السوري.
الرئيس الألماني
وفي اليوم التالي مباشرة، استقبل ولي العهد، الرئيس فرانك فالتر شتاينماير رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، في قصر اليمامة بالرياض، الزيارة الأولى التي يجريها رئيس ألماني إلى المملكة، ما يعكس رغبة ألمانيا في تعزيز العلاقات مع السعودية ورفع مستوى التعاون في كافة القطاعات خاصة قطاع النفط والطاقة نظرًا للتطورات التي تشهدها أوروبا بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وتعكس الزيارات التي قام بها هؤلاء القادة إلى المملكة في هذا التوقيت المهم، رغبة العديد من دول العالم في تعزيز الشراكة ورفع مستوى التعاون الاقتصادي إلى مستويات أعلى لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم.