خاص – الوئام
في أسبوع شهد تصعيدًا سياسيًا كبيرًا، شمل إطلاق حروب تجارية وتعديلات جوهرية في السياسة الخارجية، لم يغفل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن استهداف وسائل الإعلام.
فقد طالب بإلغاء ترخيص شبكة “CBS” بسبب ما وصفه بأنه “أكبر فضيحة بث في التاريخ”، متهمًا برنامج “60 دقيقة” بالتلاعب بمقاطع مقابلة مع نائبته السابقة، كامالا هاريس.
المواجهة القانونية ومحاولات التأثير
تواجه “CBS” خيارًا صعبًا: إما الدخول في تسوية مع ترمب، مما قد يؤدي إلى تمرد داخلي بين الصحفيين، أو الوقوف في وجه الرئيس الذي يسعى لإحكام قبضته على الإعلام.
يقول محللون، حسب ما نقلت عنهم صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إن إدارة ترمب قد تلجأ إلى استخدام الهيئات التنظيمية للضغط على المؤسسات الإعلامية، لا سيما في وقت تسعى فيه الشركات الإعلامية الكبرى إلى الاندماج وإبرام صفقات جديدة.
تأثير النزاع على الإعلام
تأتي هذه التطورات بينما تسعى “باراماونت جلوبال”، الشركة الأم لـ”CBS”، إلى إتمام صفقة بيع بقيمة 8 مليارات دولار إلى استوديو “سكاي دانس”.
ويرى محللون أن أي تسوية مع ترمب ستشكل سابقة خطيرة، خاصة في ظل تزايد نفوذ الإعلام المحافظ والصحفيين المستقلين الذين يدعمون سياساته.
لم تكن “CBS” وحدها في مواجهة ضغوط ترمب، حيث وافقت شبكة “ABC” في ديسمبر على دفع 15 مليون دولار لمؤسسة ترمب الرئاسية المستقبلية، لإنهاء دعوى تشهير رفعها ضدها. كما وافقت “ميتا” على دفع 25 مليون دولار لتسوية قضية حظر حساب ترمب على منصاتها بعد أحداث السادس من يناير 2021.

يبدو أن ترمب يسعى لإعادة تشكيل المشهد الإعلامي من خلال منح الأولوية لمنصات التواصل الاجتماعي والصحفيين المستقلين.
فقد أعلنت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، عن تخصيص مقاعد في الصف الأول للصحفيين الجدد والمؤثرين.
كما تم إبلاغ “نيويورك تايمز”، “إن بي سي”، “إن بي آر”، و”بوليتيكو” بضرورة إخلاء مكاتبهم في البنتاجون لصالح وسائل إعلام محافظة مثل “بريتبارت” و”وان أمريكا نيوز”.
قطع التمويل عن المؤسسات الإعلامية
امتد نفوذ ترمب إلى سياسات التمويل الإعلامي، حيث أوقفت الإدارة الأمريكية اشتراكات الوكالات الحكومية في “بوليتيكو” و”فايننشال تايمز”.؛ في خطوة وصفتها الصحف المتضررة بأنها محاولة لخنقها ماليًا.
أحد أبرز المتضررين من هذه السياسة هو “مشروع مكافحة الجريمة المنظمة والفساد”، الذي يتكون من شبكة عالمية للصحفيين الاستقصائيين الذين يعتمدون جزئيًا على دعم “USAID” ويؤكد مدير المشروع، بول رادو، أن هذه الخطوات تهدد الصحفيين العاملين في بيئات خطرة، حيث يواجهون مخاطر متزايدة دون دعم مالي كافٍ.
مع تزايد الضغط على وسائل الإعلام التقليدية وتوجيه الدعم نحو المنصات المحافظة، يواجه المشهد الإعلامي الأمريكي تحولًا غير مسبوق.
وبينما يرى البعض في هذه التحولات تعزيزًا للتعددية الإعلامية، يحذر آخرون من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تراجع الاستقلالية الصحفية وخضوع الإعلام لضغوط سياسية غير مسبوقة.