تواصل قوات الجيش الإسرائيلي عملياتها العسكرية في مدن ومخيمات الضفة الغربية، متسببة في دمار واسع وتهجير آلاف الفلسطينيين، وسط تصعيد غير مسبوق.
ولليوم الـ21 على التوالي، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا واسعًا على مدينة جنين ومخيمها، ما أسفر عن استشهاد 25 فلسطينيًا وإصابة العشرات.
وأكد مساعد محافظ جنين، منصور السعدي، أن الاحتلال دمر المخيم بالكامل، مما أدى إلى تهجير قرابة 20 ألف شخص.
وتمكن عدد محدود من الصحفيين من دخول مناطق في المخيم، حيث كشفوا عن مشاهد دمار هائل، شملت تدمير المنازل والمحلات التجارية، وتحويل الشوارع إلى أنقاض.
فيما استهدفت قوات الاحتلال الصحفيين بإطلاق النار واحتجاز مجموعة منهم ومصادرة هواتفهم، لمنعهم من توثيق الانتهاكات.
ويستمر الحصار المشدد على مستشفى جنين الحكومي، حيث قامت قوات الاحتلال بتجريف مدخله والطريق المؤدي إليه.
ويواجه المستشفى نقصًا حادًا في المياه الصالحة للشرب، بينما تعمل أقسامه الطبية بأدنى طاقتها الاستيعابية، بسبب صعوبة وصول المرضى إليه نتيجة استمرار العدوان.
شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات جديدة، حيث اعتقلت أربعة فلسطينيين من بلدة سيلة الحارثية، بعد محاصرة منزل وإحراقه، إضافة إلى تدمير محتويات منزل آخر وتحطيم محل تجاري.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عزون شرق قلقيلية، وبلدة طوباس، حيث قامت جرافاتها بتخريب ممتلكات المواطنين.
وفي مخيم الفارعة، واصل الجيش الإسرائيلي عدوانه لليوم التاسع على التوالي، مع استمرار تدمير البنية التحتية، واعتقال المواطنين، وإجبار العائلات على النزوح القسري في ظروف إنسانية صعبة.
بالتوازي مع التصعيد العسكري، يعاني الفلسطينيون من أزمة إنسانية متفاقمة، مع استمرار الاحتلال في منع إدخال المواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال، وقطع المياه عن المخيمات المحاصرة، ما يزيد من معاناة السكان المدنيين.
في ظل استمرار العمليات العسكرية والتدمير المنهجي للبنية التحتية الفلسطينية، يتصاعد القلق الدولي من تداعيات هذا التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق، وسط مطالبات بوقف فوري للعدوان وإنهاء الحصار المفروض على المدنيين.