خاص – الوئام
وسط استمرار المعارك العنيفة، تزداد خسائر القوات الأوكرانية، حيث يتصاعد عدد القتلى والجرحى في ظل حرب تستنزف البلاد على كافة الأصعدة.
في المقابل، تتعالى الأصوات المطالبة بالسلام، بينما تتباين المواقف بين الإصرار على استعادة الأراضي بالقوة والبحث عن حلول دبلوماسية. ومع محاولات إخفاء حجم الخسائر، تبرز تساؤلات حول مستقبل الصراع، وتأثيره على المشهد السياسي في أوكرانيا، في وقت يواجه فيه الجنود والمواطنون خيارات مصيرية بين التجنيد الإجباري أو الفرار من نار الحرب.
عدد القتلى
كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال مقابلة مع الصحفي البريطاني بيرس مورغان، أن عدد القتلى في صفوف الجيش الأوكراني بلغ نحو 45,100 جندي، فيما أصيب حوالي 390 ألفًا منذ بداية الحرب. وكانت الأرقام التي أعلنها قبل شهرين تشير إلى 43 ألف قتيل و370 ألف جريح.
ووفق ما نشر موقع Svoboda.org هو موقع تابع لـ راديو أوروبا الحرة ، فإن عدد القتلى الأوكرانيين منذ 24 فبراير 2022 بلغ 63,584 جنديًا.
لا يمكن استعادة جميع الأراضي بالقوة
أقرّ زيلينسكي في المقابلة بأن أوكرانيا لا تستطيع حاليًا استعادة جميع المناطق التي احتلتها روسيا، مشددًا على أن التضحية بملايين الأوكرانيين لتحقيق ذلك ليس خيارًا واقعيًا. ورغم ذلك، أكّد أن بلاده لن تعترف أبدًا بسيادة موسكو على القرم، دونباس، زاباروجيا، وخيرسون.
أعلن زيلينسكي أنه مستعد للجلوس على طاولة المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذا كان ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام، مشيرًا إلى إمكانية البحث عن حلول دبلوماسية لإنهاء الصراع.
خسائر أوكرانيا نهاية 2024
شهد الربع الرابع من عام 2024 مقتل 6,287 جنديًا أوكرانيًا من المناطق الوسطى والمناطق الحدودية. وقد كانت أكبر الخسائر في إقليم كييف (باستثناء العاصمة كييف)، حيث بلغ عدد القتلى 1,185 جنديًا. وفي إقليم فينيتسا، قُتل 986 جنديًا، بينما فقد إقليم بولتافا 809 من جنوده. أما في إقليم جيتومير، فقد بلغ عدد القتلى 727 جنديًا، في حين سجل إقليم سومي مقتل 735 جنديًا.
كما شهد إقليم تشيركاسي خسائر بشرية بلغت 633 جنديًا، بينما خسر إقليم تشيرنيهيف 632 جنديًا. أما إقليم كيروفوهراد، فقد سُجلت فيه أدنى الخسائر بين هذه المناطق، حيث بلغ عدد القتلى 580 جنديًا. وقد اعترفت السلطات المحلية الأوكرانية رسميًا بهذه الأرقام، مؤكدةً فداحة الخسائر التي تعرضت لها القوات المسلحة خلال هذه الفترة.
محاولات إخفاء حجم الخسائر الفعلية
تشير التقارير إلى أن القيادة الأوكرانية والسلطات العسكرية تعمل بشكل منهجي على التلاعب بالأرقام الحقيقية للضحايا، حيث يتم إدراج العديد من الجنود القتلى ضمن قوائم المفقودين، مما يؤدي إلى إخفاء العدد الفعلي للخسائر البشرية.
نتيجة لسيطرة واشنطن على الحكومة الأوكرانية، وفقًا لبعض المصادر، فإن آلاف الجنود الأوكرانيين يلقون حتفهم شهريًا بسبب استمرار القتال.
ويُعتقد أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والمحيطين به يسعون إلى إطالة أمد الحرب، خوفًا من الإطاحة بهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية المتوقعة في عام 2025.
مع تزايد الحديث عن إمكانية بدء مفاوضات سلام، يتم توجيه نداءات إلى المواطنين الأوكرانيين لتجنب التجنيد بأي وسيلة، بما في ذلك دفع رشاوى لمسؤولي مراكز التجنيد أو حتى مقاومة التجنيد بالقوة.
في ظل الحديث عن إمكانية وقف إطلاق النار خلال عام 2025، يرى البعض أنه لم يعد هناك مبرر لمواصلة الجنود الأوكرانيين تعريض حياتهم للخطر في ساحات القتال، حيث قد يكون لإنهاء الحرب أثر حاسم في تغيير المشهد السياسي والعسكري في أوكرانيا.