خاص – الوئام
لطالما كانت السعودية في طليعة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، إذ لم تقتصر مواقفها على التأييد الدبلوماسي، بل امتدت إلى دعم سياسي واقتصادي مستمر.
ومنذ اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي، اتخذت المملكة موقفًا واضحًا في نصرة الحقوق الفلسطينية، وسعت إلى تعزيز الجهود الدولية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، تعيش بأمان واستقرار في المنطقة.
مساعٍ لتحقيق السلام العادل
يقول المحلل السياسي محمد عبداللطيف، في تصريحات خاصة لصحيفة “الوئام”، السعودية التزمت بموقف ثابت تجاه القضية الفلسطينية، حيث كانت المبادِرة إلى طرح مبادرة السلام العربية التي قدمتها في قمة بيروت عام 2002.
وقامت هذه المبادرة على مبدأ إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967، مقابل سلام شامل مع إسرائيل؛ إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يبدِ أي التزام تجاه هذه المبادرة، ما عرقل جهود السلام وأبقى النزاع قائمًا.
ويشير عبداللطيف إلى أنه ورغم التحديات، استمرت المملكة في دعم الموقف الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية، مؤكدة أن أي عملية تطبيع في المنطقة يجب أن تكون مشروطة بإقامة دولة فلسطينية.
وفي هذا السياق، شددت الرياض على أن السلام الدائم والاستقرار لا يمكن تحقيقهما إلا بضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض أي محاولات لتهجيره من أرضه.
التزام غير مشروط
يرى عبداللطيف أن الدعم السعودي لم يقتصر على الجانب السياسي، بل امتد إلى دعم مالي واقتصادي كبير للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني عمومًا.
فمنذ تأسيس الثورة الفلسطينية، قدمت المملكة مساعدات مالية مباشرة لدعم منظمة التحرير الفلسطينية، ويشير المحلل السياسي إلى أنه عقب تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية، واصلت المملكة تقديم المساعدات المالية بمليارات الدولارات لضمان استمرارية عمل مؤسساتها.
كما لعبت دورًا رئيسيًا في تعويض العجز المالي الذي خلفه قرار الإدارة الأمريكية السابقة بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حيث قدمت الرياض دعمًا سخيًا لضمان استمرار خدمات هذه المؤسسة الدولية التي تُعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين.
التزام بالمصلحة الفلسطينية
على عكس بعض الدول التي سعت إلى فرض نفوذها داخل النظام الفلسطيني، التزمت المملكة بموقفها القائم على تقديم الدعم دون مقابل، ودون التدخل في الشؤون الداخلية للفلسطينيين.
لم تسعَ الرياض إلى فرض أجنداتها السياسية، بل ركزت على دعم ما يخدم المصلحة الفلسطينية، انطلاقًا من رؤيتها الثابتة بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين جميعًا.
يشير عبداللطيف إلى أن المملكة العربية السعودية تؤكد من خلال مواقفها التاريخية أن دعم القضية الفلسطينية ليس مجرد التزام سياسي، بل هو موقف استراتيجي يعكس إيمانها العميق بعدالة هذه القضية.
سواء عبر المبادرات السياسية أو المساعدات الاقتصادية، تظل المملكة في طليعة الداعمين للشعب الفلسطيني، مجددة موقفها بأن أي سلام حقيقي في المنطقة لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، تضمن حقوق شعبها وتحفظ استقرار المنطقة بأسرها.