الدكتور عبدالله آل مرعي
أستاذ مشارك بقسم الإعلام والاتصال في جامعة الملك خالد عضو مجلس ادارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
رئيس اللجنة الإعلامية غرفة أبها
متخصص في الإعلام الرقمي والإعلام السياحي
في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، أصبح دور الجامعات أكثر أهمية من أي وقت مضى في قيادة التنمية المستدامة والمساهمة في تحقيق أهدافها على المستوى المحلي والدولي. من هذا المنطلق، احتضنت جامعة الملك خالد، فعاليات النسخة الأولى من “منتدى توجهات المستقبل” تحت عنوان “الجامعات والتنمية المستدامة”، بحضور نخبة من الخبراء العالميين والأكاديميين وصنّاع القرار، مما يعكس التزام الجامعة بالريادة الفكرية وتعزيز الحوار حول مستقبل التعليم العالي ودوره في تحقيق الاستدامة.
رؤية المنتدى وأهدافه
جاء المنتدى ليؤكد على الدور الحيوي الذي تلعبه الجامعات في تحقيق التنمية المستدامة، سواء من خلال البحث العلمي أو الشراكات المجتمعية أو إعداد الكوادر القادرة على قيادة المستقبل.
ومن أبرز أهداف المنتدى، تسليط الضوء على العلاقة بين الجامعات والتنمية المستدامة، وكيف يمكن لمؤسسات التعليم العالي أن تكون محركًا رئيسيًا للتغيير.
وتضمنت أهدافه، استعراض التجارب العالمية الناجحة في إدماج الاستدامة في المناهج الأكاديمية والأنشطة البحثية، وتعزيز الشراكات بين الجامعات والقطاعات المختلفة لدعم الأجندة الوطنية والدولية للاستدامة، وتحفيز الحوار الأكاديمي والتطبيقي حول سبل تحقيق التوازن بين التطور التعليمي والاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
محاور المنتدى: التقاء التعليم بالاستدامة
تناول المنتدى عددًا من المحاور الجوهرية التي تعكس مدى تشابك التعليم العالي مع قضايا الاستدامة، ومن أبرزها: “الابتكار في التعليم الجامعي لتحقيق الاستدامة: كيف يمكن للمناهج والتقنيات الحديثة تعزيز الوعي البيئي والاقتصادي والاجتماعي لدى الطلاب؟ والبحث العلمي كأداة للتنمية المستدامة دور الأبحاث الجامعية في إيجاد حلول عملية لمشكلات الاستدامة العالمية.
وشملت محاول المنتدى، الشراكات الدولية ودور الجامعات في تحقيق رؤية 2030: كيف يمكن للتعاون الدولي أن يعزز مكانة الجامعات السعودية في مؤشرات الاستدامة العالمية؟ والجامعات والمدن المستدامة: كيف يمكن للمؤسسات الأكاديمية أن تسهم في تطوير بيئات حضرية مستدامة من خلال الدراسات والسياسات والمبادرات؟
مشاركة خبراء عالميين وتبادل التجارب الرائدة
شهد المنتدى حضورًا لافتًا من الخبراء العالميين الذين استعرضوا تجاربهم في إدماج الاستدامة في التعليم العالي، ومن أبرز المتحدثين شخصيات أكاديمية بارزة من جامعات مصنفة عالميًا، إلى جانب قيادات منظمات دولية متخصصة في التنمية المستدامة، وقد ركزت الحوارات على أهمية التكامل بين الجامعات والقطاعات الحكومية والخاصة لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق نتائج ملموسة.
جامعة الملك خالد.. نموذج للالتزام بالتنمية المستدامة
لم يكن اختيار جامعة الملك خالد لاستضافة هذا المنتدى الأول من نوعه أمرًا عاديًا، بل يعكس التزامها العميق بدورها في تحقيق التنمية المستدامة، فقد أحرزت الجامعة تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال، يتجلى في إدماج الاستدامة في برامجها الأكاديمية، من خلال توفير مسابقات تعليمية تتناول تحديات التنمية المستدامة وحلولها وإطلاق مشاريع بحثية ومبادرات بيئية تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة في المملكة، وتعزيز التعاون مع المؤسسات المحلية والدولية لتبادل المعرفة وتطبيق أفضل الممارسات في مجال الاستدامة.
توصيات لمستقبل أكثر استدامة
اختتم المنتدى أعماله بمجموعة من التوصيات التي تؤكد على ضرورة تكثيف الجهود في دمج مبادئ الاستدامة في التعليم العالي، ومن أبرزها: “تعزيز الاستثمار في البحث العلمي التطبيقي لمعالجة قضايا الاستدامة، وتطوير شراكات استراتيجية بين الجامعات والقطاع الخاص لدعم الابتكار في الاستدامة، وتحفيز الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على تبني ممارسات مستدامة داخل الجامعات وخارجها، وإنشاء منصات تعاون بين الجامعات السعودية والعالمية لتبادل التجارب الناجحة في تحقيق التنمية المستدامة”.
الجامعات كقاطرة للمستقبل المستدام
يأتي منتدى توجهات المستقبل ليؤكد أن الجامعات ليست مجرد مؤسسات تعليمية، بل هي قاطرة للتحول المجتمعي، قادرة على إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي نحو مستقبل أكثر استدامة، وباستضافة جامعة الملك خالد لهذا الحدث، تعزز المملكة موقعها كمحور رئيسي في مشهد التنمية المستدامة العالمية، واضعة التعليم العالي في صلب استراتيجيات التقدم والابتكار.