بعد سنوات من التحقيقات والإدانات، خرج الروسي ألكسندر فينيك من السجون الأمريكية ضمن صفقة تبادل سجناء بين الولايات المتحدة وروسيا. وأعلن البيت الأبيض أن الصفقة تضمنت أيضًا إطلاق سراح المعلم الأمريكي مارك فوغل من السجون الروسية.
وتعد هذه الصفقة أول اتفاق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ تولي ترامب ولايته الجديدة، مما يعكس بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، خصوصًا فيما يتعلق بالملفات الأمنية والعدالة الجنائية العابرة للحدود.
يُعد ألكسندر فينيك خبيرًا روسيًا في مجال الحوسبة، وعمل بين عامي 2011 و2017 في منصة BTC-e، وهي بورصة روسية للعملات الرقمية، وتتهمه السلطات الأمريكية بالإشراف على العمليات المالية والإدارية للمنصة خلال تلك الفترة، والتورط في عمليات غسيل أموال واسعة النطاق.
في عام 2020، زعمت شركة تحليل العملات المشفرة البريطانية Elliptic أن منصة BTC-e ربما استُخدمت من قبل مجموعة Fancy Bear، المرتبطة بالاستخبارات الروسية، في الهجمات الإلكترونية على اللجنة الوطنية الديمقراطية الأمريكية خلال الفترة بين عامي 2015 و2016. كما استحوذ الملياردير الروسي كونستانتين مالوفييف على أصول المنصة تحت إشراف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB).
في 25 يوليو 2017، ألقت السلطات اليونانية القبض على فينيك في بلدة أورانوبولي بناءً على طلب من الولايات المتحدة، التي اتهمته بغسيل أموال تصل إلى 4 مليارات دولار من خلال منصة BTC-e. وبعد اعتقاله، تصاعدت المطالبات بتسليمه، حيث قدمت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا طلبات متتالية لمحاكمته على أراضيها.
في نوفمبر 2018، أعلن فينيك إضرابًا عن الطعام استمر 3 أشهر احتجاجًا على احتجازه في اليونان، قبل أن يتم تسليمه إلى فرنسا في يناير 2020، وفي يونيو من العام نفسه، أعلنت الشرطة النيوزيلندية مصادرة 90 مليون دولار من حسابات مرتبطة به في شركة WME Capital Management المسجلة باسمه في نيوزيلندا.
في أغسطس 2022، تم تسليم فينيك إلى الولايات المتحدة، حيث وُجهت إليه 21 تهمة تشمل غسيل الأموال وتشغيل خدمة مالية غير مرخصة. وفي مايو 2024، أقر فينيك بالذنب في التآمر لغسيل الأموال، وأكد محاميه أن الاعتراف جاء ضمن صفقة قضائية قد تؤدي إلى تخفيف عقوبته إلى أقل من 10 سنوات.