تتجه أنظار العالم إلى المملكة العربية السعودية، التي تستعد لاستضافة أول لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في إطار جهود دبلوماسية مكثفة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأعلن ترامب أن الاجتماع سيتم في الرياض، بحضور الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ما يعكس دور المملكة المتصاعد كوسيط دولي يسعى لترسيخ السلام والاستقرار.
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، إن السعودية تمثل “مكانًا جيدًا لاستضافة المباحثات مع بوتين”، مشيرًا إلى أن الاتفاق على إطلاق مفاوضات سلام جاء بعد مكالمة هاتفية جمعته بالرئيس الروسي.
كما أعرب عن تفاؤله بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن الأزمة الأوكرانية تتطلب حلولًا سياسية شاملة، قد تشمل إجراء انتخابات جديدة في البلاد.
وفي موقف يعكس توجهًا جديدًا في السياسة الأمريكية تجاه الأزمة الأوكرانية، صرّح ترامب بأن “منح أوكرانيا عضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليس عمليًا”، معتبرًا أن هذه المسألة كانت من نقاط التوتر الرئيسية التي ساهمت في تأجيج النزاع مع روسيا.
السعودية وسيط دولي موثوق
وتعليقًا على اللقاء المرتقب، أكد رئيس منتدى الخبرة السعودي، الدكتور أحمد الشهري، أن “استضافة المملكة لهذا الاجتماع التاريخي يؤكد مكانتها كوسيط وحليف موثوق، نظراً لجهودها المستمرة في حل النزاعات وجمع الفرقاء لتحقيق السلام العالمي”.
من جانبه، يواصل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جهوده لجعل الشرق الأوسط واحة للأمن والسلام، عبر تعزيز الحوار الدبلوماسي والتقريب بين الأطراف المتنازعة، في إطار سياسة خارجية نشطة تهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تلعب فيها المملكة دورًا محوريًا في حل النزاعات الدولية، حيث سبق أن قادت جهود وساطة ناجحة في العديد من الملفات الإقليمية والدولية، من الأزمة السودانية إلى إطلاق سراح أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا.