جمال المرشدي
في إنجاز وطني يعكس روح العطاء والتكافل في المجتمع السعودي، احتفلت مبادرة “فينا خير”، بقيادة مؤسسها عبيد البرغش، بتجاوز عدد المتطوعين حاجز المليون متطوع، وذلك قبل الموعد المستهدف ضمن رؤية السعودية 2030.
ويمثل هذا الإنجاز علامة فارقة في مسيرة العمل التطوعي في المملكة، حيث يعكس تصاعد ثقافة التطوع وانتشارها على نطاق واسع، ويؤكد نجاح الجهود الوطنية في تعزيز قيم العمل الخيري والمشاركة المجتمعية.
شهد الحفل الذي أقيم بمناسبة هذا الإنجاز الوطني مشاركة أكثر من 30 جهة من القطاع غير الربحي، وبالتعاون مع الجمعية السعودية للعمل التطوعي “تكاتف”، التي تسهم بدور محوري في تنظيم وتطوير الجهود التطوعية على مستوى المملكة.
كما شرف الحفل الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، حيث تم تكريم رواد العمل التطوعي، تقديرًا لعطائهم وإسهاماتهم في دعم المبادرات المجتمعية وتعزيز ثقافة العطاء بين أفراد المجتمع.
تحقيق هذا الإنجاز يأتي ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى رفع عدد المتطوعين إلى مليون متطوع بحلول 2030، وهو الهدف الذي تحقق قبل موعده بفضل الجهود المتكاملة بين الجهات الحكومية والقطاع غير الربحي.
كما تسعى الرؤية إلى تحقيق 5 ملايين ساعة تطوعية سنويًا عبر تمكين الأفراد من المشاركة في مشاريع ذات أثر مستدام، وتعزيز مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي من أقل من 1% إلى 5%.
إضافة إلى ذلك، يتم تحفيز المؤسسات والشركات على دمج العمل التطوعي في استراتيجياتها، مما يسهم في ترسيخ ثقافة العطاء وتعزيز الدور الاجتماعي للقطاع الخاص.
وتعد مبادرة “فينا خير” نموذجًا رائدًا في دعم ثقافة العمل التطوعي، حيث تسعى إلى تمكين الأفراد والمؤسسات من المشاركة الفاعلة في الأنشطة المجتمعية وتعزيز قيم التعاون والعطاء.
ونجحت المبادرة في استقطاب أعداد متزايدة من المتطوعين من مختلف الفئات العمرية والقطاعات، مما ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الكبير الذي يعكس التطور النوعي في العمل التطوعي بالمملكة.
ومع تجاوز حاجز المليون متطوع، تقترب المملكة من تحقيق مكانة رائدة عالميًا في مجال التطوع، ما يعكس نجاح الجهود الحكومية والمجتمعية في تمكين الأفراد من المشاركة الفاعلة.
كما تؤكد هذه الخطوة أهمية الدور الذي تلعبه السعودية في دعم التنمية المستدامة وتعزيز التكافل الاجتماعي، بما يسهم في بناء مجتمع أكثر حيوية وتفاعلًا.
إن تحقيق هذا الرقم يعكس التحول الإيجابي في وعي المجتمع تجاه التطوع وأثره في التنمية، حيث أصبح العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء مجتمع أكثر تماسكًا واستدامة.
كما يعزز من مكانة المملكة كدولة داعمة للمبادرات الإنسانية والتنموية، ويؤكد أن رؤية 2030 ليست مجرد أهداف، بل واقع يتحقق بجهود أبناء الوطن ومؤسساته المختلفة، الذين أثبتوا أن العطاء والعمل التطوعي أصبحا جزءًا أصيلًا من هوية المجتمع السعودي.
هذا الإنجاز ليس فقط احتفالًا بالأرقام، بل هو شهادة على قوة التكاتف المجتمعي، وترسيخ قيم العطاء والمسؤولية الاجتماعية. ومع استمرار المملكة في تبني استراتيجيات تدعم التطوع، فإن المستقبل يحمل المزيد من الفرص لتعزيز مشاركة الأفراد في بناء مجتمع أكثر تكافلًا وازدهارًا.