استقر الدولار الأمريكي، اليوم الجمعة، عند أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع، وسط حالة من التذبذب في أسواق العملات، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة عن رسوم جمركية جديدة لم تدخل حيز التنفيذ بعد، إضافة إلى صدور بيانات اقتصادية أمريكية خففت من المخاوف المتعلقة بالتضخم.
ووجّه الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، فريقه الاقتصادي بوضع خطط لفرض رسوم جمركية مضادة على الدول التي تفرض تعريفات على الواردات الأمريكية، إلا أن هذه التوجيهات لم تشمل فرض تعريفات جديدة على الفور، بل أطلقت عملية مراجعة قد تستغرق أسابيع أو حتى شهورًا قبل تنفيذ أي قرارات.
وأدى هذا التأخير إلى تهدئة المخاوف في الأسواق، مع تصاعد التوقعات بإمكانية التوصل إلى حلول تفاوضية.
وعلق راي أتريل، كبير محللي النقد الأجنبي في بنك أستراليا الوطني، قائلًا: “لا يزال الغموض يحيط بمسألة الرسوم الجمركية، لكن الأسواق تجد بعض الارتياح في تأجيل تنفيذها إلى ما بعد أبريل المقبل.”
شهدت العملات الرئيسية تذبذبًا في أسعارها أمام الدولار:
وتراجع اليورو من أعلى مستوياته في أكثر من أسبوعين إلى 1.0469 دولار، متأثرًا بالتفاؤل بشأن احتمالات محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا.
والجنيه الإسترليني سجل أعلى مستوى له منذ السابع من يناير عند 1.2572 دولار، قبل أن ينخفض بنسبة 0.13% إلى 1.2552 دولار.
أما الين الياباني ارتفع بنسبة 0.16% إلى 152.55 للدولار، مستعيدًا بعض خسائره بعد هبوطه إلى 154.80 في وقت سابق من الأسبوع.
والدولار الكندي استقر قرب أعلى مستوياته في شهرين عند 1.4178 للدولار الأمريكي، مستفيدًا من انخفاض عائدات سندات الخزانة الأمريكية.
في الوقت نفسه، استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية، عند 107.11 بعدما انخفض إلى 106.99 خلال التعاملات المبكرة.
وتنتظر الأسواق صدور بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر يناير في وقت لاحق اليوم، حيث من المتوقع أن يكون لهذه البيانات تأثير مباشر على حركة الدولار وتوجهات المستثمرين.
وانخفضت عائدات سندات الخزانة الأمريكية، مما منح الأسواق بعض الهدوء بعد صدور بيانات أسعار المنتجين، الأمر الذي دعم انتعاش الين الياباني وساهم في استقرار بعض العملات الأخرى.
يأتي هذا التراجع وسط ترقب الأسواق لخطوات الإدارة الأمريكية المقبلة بشأن السياسة التجارية، والتي قد تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاهات الدولار خلال الفترة المقبلة.