في خطوة لتهدئة الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والهند، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عرض تخفيف الرسوم الجمركية وشراء المزيد من النفط والغاز والطائرات المقاتلة الأميركية، ورغم هذه التنازلات، لا تزال بعض الخلافات التجارية قائمة بين البلدين.
جاءت هذه التصريحات خلال اجتماع جمع ترمب ومودي في البيت الأبيض، عقب ساعات فقط من انتقاد الرئيس الأميركي لبيئة الأعمال في الهند، وكشفه عن خطط لفرض رسوم جمركية على الدول التي تفرض تعريفات على الصادرات الأميركية.
وصرّح ترمب بأن الهند أعلنت عن تخفيضات في الرسوم الجمركية التي وصفها بأنها “غير عادلة”، والتي كانت تعيق دخول المنتجات الأميركية إلى السوق الهندية، وأكد أن هذا الأمر يمثل “مشكلة كبيرة” لواشنطن.
واتفق الزعيمان على السعي نحو اتفاق يحدّ من التوترات التجارية، حيث أوضح وزير الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، أن التوصل إلى اتفاق شامل قد يتم في غضون الأشهر السبعة المقبلة، فيما أشار مسؤول في إدارة ترامب إلى أن الاتفاق قد يُعلن خلال العام الجاري.
وشهدت المحادثات إعلان الهند نيتها زيادة مشترياتها من المعدات الدفاعية الأمريكية، بما في ذلك طائرات مقاتلة بقيمة مليارات الدولارات، وفقًا لما كشف عنه ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك، كما ناقش الجانبان إمكانية جعل الولايات المتحدة المورد الأول للنفط والغاز للهند.
من جانبه، شدد مودي على رغبته في مضاعفة حجم التجارة بين البلدين بحلول عام 2030، مشيرًا إلى أن التعاون في قطاع الطاقة النووية لا يزال يواجه تحديات قانونية.
وفيما يتعلق بصفقة طائرات “إف-35″، قال ترامب إن بلاده تمهّد الطريق لتزويد الهند بها، إلا أن وزير الخارجية الهندي أوضح لاحقًا أن الأمر لا يزال مجرد اقتراح، ولم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي بعد.
وعلى الرغم من التقارب الملحوظ، جدّد ترامب انتقاداته للرسوم الجمركية الهندية، واصفًا إياها بأنها “مرتفعة للغاية”، مشيرًا إلى أن بلاده ستعامل الهند بالمثل في هذا الملف.
من جانبه، أكد مودي أن حكومته ستواصل الدفاع عن مصالح الهند التجارية، في وقت تسعى فيه واشنطن لتقليل العجز التجاري مع نيودلهي، والذي يبلغ حاليًا 45.6 مليار دولار.
ولم تتضح بعد تفاصيل ما إذا كانت المحادثات قد شملت قضية الملياردير الهندي جوتام أداني، المتهم من قبل وزارة العدل الأميركية في قضية فساد ورشوة.
وفي سياق آخر، أعلن ترمب أن الولايات المتحدة وافقت على تسليم أحد المشتبه بهم في هجمات مومباي 2008، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 160 شخصًا، في خطوة قد تساهم في تعزيز التعاون الأمني بين البلدين.
يأتي هذا اللقاء في ظل مساعٍ أمريكية لتعزيز علاقاتها التجارية والدفاعية مع الهند، وسط تصاعد التوترات الاقتصادية العالمية، وخاصة في ضوء توجه إدارة ترامب نحو فرض تعريفات جمركية واسعة النطاق.