تواصل القوات الإسرائيلية تصعيدها العسكري في الضفة الغربية المحتلة، حيث شهدت محافظات نابلس وجنين وطولكرم عمليات اقتحام مكثفة، ترافقت مع قصف واعتقالات وتدمير للبنية التحتية، وسط استمرار نزوح آلاف الفلسطينيين.
في نابلس، اقتحمت قوة عسكرية إسرائيلية كبيرة، اليوم الأحد، البلدة القديمة وحاصرت أحياءها، حيث انتشر قناصة الجيش على أسطح المنازل، بينما استهدفت القوات الإسرائيلية أحد المنازل المحاصرة بقذائف “الإنيرجا”.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة مواطن بالرصاص الحي، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية منعت الطواقم الطبية من الوصول إلى المصابين.
وفي جنين، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية لليوم الـ27 على التوالي، ما أسفر عن سقوط 25 شهيدًا ودمار واسع في الممتلكات والبنية التحتية.
وتشهد المدينة والمخيم تحليقًا مكثفًا للطيران الحربي والمسير، بينما حوّل الجيش منازل المدنيين إلى ثكنات عسكرية.
وانتشرت فرق المشاة قرب مسجد الأسير، كما تمركزت القوات عند محطة النمر للمحروقات، وأطلقت الرصاص الحي بشكل مكثف في محيطها.
ولم تقتصر عمليات الاقتحام على جنين ومخيمها، بل امتدت إلى بلدة عرابة، حيث اعتُقل شاب بعد مداهمة منزله، فيما شهدت بلدة اليامون مداهمات وتخريبًا في الممتلكات.
أما في طولكرم، تواصل العدوان العسكري الإسرائيلي لليوم الـ21 على المدينة ومخيمها، ولليوم الثامن على مخيم نور شمس. وترافقت العمليات مع تعزيزات عسكرية مكثفة، وفرض حصار خانق أدى إلى نزوح أكثر من 15 ألف فلسطيني.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، دفعت القوات الإسرائيلية بجنودها وآلياتها إلى المدينة عبر حاجز “تسنعوز” العسكري، وتمركزت في عدة شوارع رئيسية، حيث أوقفت المركبات وفتشتها واحتجزت الركاب للتحقيق.
وفي مخيم نور شمس، دمرت القوات الإسرائيلية محتويات عشرات المنازل، وداهمت أحياء المنشية والجامع والجورة والمدارس، وسط شهادات عن استخدام المدنيين كدروع بشرية أثناء الاقتحامات.
وأكد شهود عيان أن الجيش مزّق نسخًا من القرآن الكريم وألقاها على الأرض، في مشهد أثار استياءً واسعًا بين السكان.
بالتزامن مع هذه العمليات، استمر إغلاق حاجز جبارة، المدخل الجنوبي لطولكرم، لليوم التاسع على التوالي، ما أدى إلى عزل المدينة عن القرى المجاورة وباقي محافظات الضفة الغربية.