كشفت دراسة حديثة أن هرمون التستوستيرون يلعب دورًا رئيسيًا في تفاقم تلف عضلة القلب لدى الرجال عقب النوبات القلبية، مما يفسر سبب تعرضهم لأضرار أكبر مقارنة بالنساء.
كما أشارت الدراسة، التي نُشرت في دورية Nature Communications، إلى إمكانية الحد من هذه الأضرار باستخدام عقار طبي موجود بالفعل.
ووفقًا لتقرير القلب العالمي 2023 الصادر عن الاتحاد العالمي للقلب، لا تزال أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة عالميًا، حيث أظهرت الإحصاءات أن معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في الدول مرتفعة الدخل كانت أعلى لدى الرجال مقارنة بالنساء عام 2019.
الدراسة التي قادها باحثون من جامعة غوتنبرغ في السويد، أوضحت أن التستوستيرون يعزز الاستجابة الالتهابية بعد الإصابة بالنوبة القلبية، مما يؤدي إلى تلف أكبر في أنسجة القلب. وأكدت البروفيسورة آسا تيفيستن، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن “التستوستيرون يلعب دورًا واضحًا في تفاقم الالتهاب بعد النوبة القلبية”.
التستوستيرون والاستجابة المناعية
تحدث النوبة القلبية نتيجة انسداد أحد الشرايين التاجية، مما يمنع وصول الدم الغني بالأكسجين إلى عضلة القلب، ويؤدي إلى موت الخلايا القلبية خلال دقائق. في غضون ذلك، تستجيب الخلايا المناعية النيتروفيلية بسرعة لإزالة الخلايا الميتة، غير أن فرط الاستجابة المناعية يمكن أن يزيد من الضرر اللاحق بالقلب.
وقد أظهرت التجارب التي أجريت على فئران ذكور وإناث أن الذكور لديهم مستويات أعلى من الخلايا النيتروفيلية بعد النوبة القلبية، إلى جانب مناطق تلف أوسع في القلب، مقارنة بالإناث. كما لوحظ أن مستويات التستوستيرون لدى الذكور كانت أعلى بـ 15 مرة من تلك المسجلة لدى الإناث.
تجربة العلاج بالعقاقير
وفي محاولة للحد من تأثير التستوستيرون على الالتهاب، حلل الباحثون بيانات تجربة سريرية استخدم فيها عقار توسيليزوماب، وهو دواء لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، على مرضى يعانون من نوبة قلبية. يعمل الدواء على حجب مستقبلات بروتين IL-6 المسؤول عن تنشيط الاستجابة المناعية، مما أدى إلى تقليل مستويات الخلايا النيتروفيلية وتقليص حجم التلف القلبي، لا سيما لدى الرجال.
وأكدت تيفيستن أن النتائج تسلط الضوء على أهمية مراعاة الفروق البيولوجية بين الجنسين في الأبحاث الطبية والعلاجية، محذرة من أن إهمال هذه الفروق قد يؤدي إلى علاجات أقل فعالية، خاصة للنساء، اللاتي غالبًا ما يكنّ أقل تمثيلًا في الدراسات العلمية.