كشفت مصادر أميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تعمل على إعداد خطة لتخفيف العقوبات على روسيا، في إطار مساعيه لإعادة بناء العلاقات مع موسكو ووضع حد للحرب في أوكرانيا.
وأوضحت المصادر التي نقلت عنها رويترز أن البيت الأبيض طلب من وزارتي الخارجية والخزانة إعداد قائمة بالعقوبات التي يمكن تخفيفها، لمناقشتها مع المسؤولين الروس خلال الأيام المقبلة، ضمن محادثات أوسع لتحسين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية.
وتشمل المقترحات رفع العقوبات عن بعض الأفراد والكيانات الروسية، بمن فيهم عدد من رجال الأعمال البارزين.
تحولات في السياسة الأميركية
يأتي هذا التحرك بعد أن وصف الكرملين العام الماضي العلاقات مع واشنطن بأنها “تحت الصفر” في ظل إدارة الرئيس السابق جو بايدن، الذي فرض عقوبات قاسية على موسكو لدعمها الحرب في أوكرانيا.
لكن ترمب، الذي تعهد بإنهاء الحرب سريعًا، سارع إلى فتح قنوات الحوار مع موسكو، بدءًا بمكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير، أعقبتها اجتماعات بين مسؤولين أميركيين وروس في السعودية وتركيا.
وفي يناير، هدد ترمب بفرض مزيد من العقوبات على روسيا إذا لم تبادر إلى التفاوض لإنهاء الحرب، لكنه مؤخرًا أبدى انفتاحًا على تخفيف العقوبات، حيث أشار وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى إمكانية تقديم تخفيف اقتصادي لموسكو بناءً على مسار المفاوضات.
التعاون الاقتصادي والمصالح المشتركة
وطلب البيت الأبيض وضع خطة تخفيف العقوبات قبل أن يمدد ترمب الأسبوع الماضي حالة الطوارئ المتعلقة بأوكرانيا، والتي تشمل تجميد أصول وأشخاص مرتبطين بالحرب الروسية.
ووفقًا للخبراء، فإن تخفيف العقوبات قد يتطلب إصدار أمر تنفيذي من ترمب، لكنه سيحتاج أيضًا إلى موافقة الكونغرس لرفع بعض القيود عن كيانات معينة.
وتسعى روسيا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي، حيث أبدى الكرملين استعداده لعقد صفقات في قطاع المعادن النادرة، بعد أن لمح بوتين إلى إمكانية التعاون مع واشنطن في هذا المجال.
وفي الوقت نفسه، يحاول ترمب تأمين اتفاق بشأن معادن أوكرانيا، التي تضم احتياطيات كبيرة من الليثيوم والمعادن النادرة، لكن المفاوضات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم تسفر عن أي اتفاق حتى الآن.