كشف باحثون أن مدينة الإسكندرية التاريخية تتعرض لمخاطر متزايدة بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، مما أدى إلى تزايد معدلات انهيار المباني على طول الواجهة البحرية القديمة للمدينة.
ووفقًا لدراسة نُشرت في 12 فبراير بمجلة Earth’s Future، ارتفع معدل انهيار المباني السنوي في المدينة من نحو مبنى واحد سنويًا إلى 40 مبنى خلال العقد الأخير.
وتشير البيانات إلى أن 280 مبنى انهارت خلال العشرين عامًا الماضية، مع تعرض 7,000 مبنى آخر لخطر الانهيار مستقبلًا.
تأثير ارتفاع مستوى البحر والتعرية الساحلية
يرجع هذا التدهور إلى تسرب مياه البحر المالحة إلى التربة تحت المباني، ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتآكل التربة، مما يتسبب في هبوط الأرض وعدم استقرار المباني.
كما أن المياه المالحة تتسبب في تآكل الهياكل الفولاذية التي تدعم الأساسات، ما يزيد من ضعفها.
ووفقًا للإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، ارتفع متوسط مستوى سطح البحر عالميًا بين 20 و23 سم منذ عام 1880، مع زيادة قدرها 10 سم منذ عام 1993. وإذا لم تُتخذ إجراءات للحد من تغير المناخ، فقد يرتفع مستوى البحر في الولايات المتحدة بما يصل إلى 2.2 متر بحلول عام 2100 مقارنة بعام 2000.
انهيارات متزايدة وتحذيرات علمية
وخلال الفترة بين 2014 و2020، انهارت 86 مبنى بالكامل وانهارت جزئيًا 201 مبنى آخر، ما أسفر عن مقتل 85 شخصًا.
وأوضح الدكتور عصام حجي، المشارك في الدراسة وعالم المياه بجامعة جنوب كاليفورنيا، أن الإسكندرية تمثل “ناقوس خطر”، مشيرًا إلى أن المخاطر المناخية لم تعد مجرد تهديد مستقبلي، بل أصبحت واقعًا حاليًا.
وتُظهر الخرائط والصور الفضائية التي حللها الباحثون أن خط الساحل في الإسكندرية قد تراجع بعشرات الأمتار خلال العقود الماضية، مع تسجيل معدلات تآكل تتراوح بين 24 و36 مترًا سنويًا في بعض المناطق.
حلول مقترحة لحماية المدينة
واقترح الباحثون عددًا من الإجراءات لمواجهة هذه الظاهرة، مثل بناء الحواجز الرملية، ورفع مستوى المباني، وإعادة توطين السكان في المناطق الأكثر عرضة للخطر.
وأكد الباحثون أن حماية المدن التاريخية مثل الإسكندرية لا تتعلق فقط بالحفاظ على المباني، بل بالحفاظ على الإرث الثقافي والهوية الإنسانية.