أمر وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، بوقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء، في خطوة من شأنها أن تؤثر على تشغيل محطات تحلية المياه في القطاع، الذي يعتمد بشكل أساسي على مصادر طاقة بديلة، مثل المولدات والألواح الشمسية.
وقال كوهين في بيان مصوّر: “وقّعتُ أمرًا بوقف إمداد الكهرباء إلى قطاع غزة فورًا”، مضيفًا أن إسرائيل “ستستخدم جميع الأدوات المتاحة لضمان عودة المحتجزين، والتأكد من عدم وجود حماس في غزة بعد الحرب”.
يأتي هذا القرار بعد أسبوع من فرض إسرائيل حظرًا شاملًا على دخول البضائع إلى القطاع، في محاولة للضغط على حماس للقبول بتمديد المرحلة الأولى من الهدنة، التي انتهت الأسبوع الماضي، بينما تطالب الحركة بالانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات.
خطة تهجير سكان غزة تُثير جدلًا واسعًا
وكشف وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، عن خطة تتطلب إيجاد دول تستقبل جزءًا من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، مشيرًا إلى أن تنفيذها سيكون “عملية لوجستية ضخمة”.
وأوضح سموتريتش أن الخطة “تستدعي تحديد الدول المستعدة لاستقبال الفلسطينيين، وفهم مصالحها مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وتعزيز التعاون معها”.
وأثار هذا المقترح رفضًا واسعًا، حيث اعتبره خبراء انتهاكًا للقانون الدولي، في حين اقترحت دول عربية وإسلامية، بدعم أوروبي، خطة بديلة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها.
مفاوضات مرتقبة في الدوحة
وفي ظل الضغوط المتزايدة لإيجاد حل للأزمة، تستعد إسرائيل لإرسال وفد إلى الدوحة لاستئناف المفاوضات، بينما تؤكد حماس ضرورة البدء فورًا في مناقشة المرحلة الثانية من الهدنة، التي تأمل أن تؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل دائم.
وخلال لقاءات مع وسطاء في القاهرة، شددت حماس على أهمية السماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود، وطالبت بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، ورفع الحصار، وإعادة إعمار القطاع بدعم مالي.
وأكد المتحدث باسم حماس، عبد اللطيف القانوع، أن هناك “مؤشرات إيجابية” حتى الآن. في المقابل، يسعى الجانب الإسرائيلي إلى تمديد المرحلة الأولى من التهدئة حتى منتصف أبريل، بعد أن شهدت تبادل 25 محتجزًا إسرائيليًا و8 جثث مقابل إطلاق سراح نحو 1,800 أسير فلسطيني.
تحركات أمريكية جديدة بشأن الأسرى
وفي سياق متصل، أجرى مبعوث أمريكي محادثات مباشرة مع حماس، وهي خطوة غير مسبوقة منذ تصنيف واشنطن للحركة كمنظمة إرهابية عام 1997، وتركّزت المباحثات حول إطلاق سراح الأمريكي-الإسرائيلي إدان ألكسندر، الذي يُعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة.
وبحسب مصادر حماس، فإن الحركة مستعدة لمناقشة الإفراج عن ألكسندر كجزء من اتفاق أوسع لإنهاء الحرب في غزة.
حصيلة الضحايا واستمرار الأزمة الإنسانية
وأدت الحرب إلى مقتل 1,218 شخصًا في إسرائيل، وفقًا للإحصاءات الرسمية. في المقابل، قُتل أكثر من 48,453 فلسطينيًا في غزة، وفق وزارة الصحة في القطاع، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وفي ظل استمرار الحصار، اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بـ”استخدام التجويع كسلاح”، بينما يواجه المدنيون أوضاعًا كارثية، حيث اضطرت آلاف العائلات للعيش في العراء وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والمأوى.