سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا اليوم الاثنين، مدعومة بضعف الدولار وزيادة الطلب على الملاذات الآمنة وسط تصاعد المخاوف من اندلاع نزاع تجاري عالمي، في حين يترقب المستثمرون مؤشرات جديدة لتحديد توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 2,911.71 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 04:47 بتوقيت غرينتش، كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.1% لتصل إلى 2,917.90 دولارًا.
اقرأ أيضًا: حرب تجارية.. لماذا فرضت الصين رسوما على كندا؟
وحوم مؤشر الدولار بالقرب من أدنى مستوياته في أربعة أشهر، ما جعل الذهب المقوم بالدولار أكثر جاذبية للمشترين من خارج الولايات المتحدة.
وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية في Capital.com: “تتزايد المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي، كما أن السياسة الخارجية الأمريكية تشكل مصدرًا إضافيًا لعدم اليقين، مما يعزز جاذبية الذهب”. وأضاف: “أعتقد أننا سنخترق مستوى 3,000 دولار قريبًا، ربما خلال الأشهر القليلة المقبلة على أبعد تقدير”.
وفي سياق متصل، رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التنبؤ بإمكانية دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود، وسط قلق الأسواق المالية من تأثير قراراته بشأن الرسوم الجمركية المفروضة على المكسيك وكندا والصين بسبب أزمة الفنتانيل.
وقد تسببت الإعلانات المتضاربة حول الرسوم الجمركية في اضطراب وول ستريت، حيث يرى المستثمرون أن القرارات المتقلبة لإدارة ترمب بشأن تعديل التعريفات الجمركية على الشركاء التجاريين تزيد من حالة الغموض بدلاً من تهدئة المخاوف.
وكان ترمب قد فرض رسومًا جمركية جديدة بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا يوم الثلاثاء الماضي، إلى جانب تعريفات إضافية على السلع الصينية، لكنه سرعان ما استثنى عددًا كبيرًا من الواردات المكسيكية وبعض المنتجات الكندية من هذه الرسوم لمدة شهر، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق وأثار القلق بشأن التضخم والنمو الاقتصادي الأمريكي.
اقرأ أيضًا: المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية تهبط بأسعار النفط
وتظل الرسوم الجمركية أحد أهم الهواجس بالنسبة للمستثمرين، إذ يعتقد كثيرون أنها قد تضر بالنمو الاقتصادي وتؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم.
وينتظر المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) يوم الأربعاء ومؤشر أسعار المنتجين (PPI) يوم الخميس، حيث ستوفر هذه البيانات رؤية أوضح حول التضخم واتجاه السياسة النقدية الأمريكية.
ويُنظر إلى الذهب على أنه وسيلة تحوط ضد المخاطر السياسية والتضخم، لكن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية المعدن الذي لا يدر عوائد.
وفي أسواق المعادن الأخرى، تراجعت الفضة الفورية بنسبة 0.4% لتسجل 32.42 دولارًا للأوقية، بينما ارتفع البلاتين 0.2% ليصل إلى 965.15 دولارًا، في حين انخفض البلاديوم بنسبة 0.1% مسجلًا 949.21 دولارًا.