عبدالرحمن الفهمي
قد يواجه الإنسان في حياته كثيرًا من التحديات، سواءً اجتماعية أو ثقافية أو غير ذلك، ومنها أن يكون تعاملك مع مديرك بحد ذاته تحديًا.
ولكن قبل ذلك، يجب أن يكون التحدي لنفسك من خلال إنجازك، وتعاملك الراقي، وأمانتك، ومسؤوليتك تجاه الآخرين من إدارة وزملاء ومستفيدين من الجهة والمصلحة التي تعمل بها.
إن إصرارك على التميز من خلال أدائك مهامك بحرفية عالية، والسعي لرضا الله عز وجل، ثم لرضا المسؤول عما تقدمه، لهو شيءٌ نبيل وحقٌ أصيل.
ولكن ليس بالضرورة أن يقابله شكر وثناء من المدير أو المسؤول، وهذا هو التحدي. وليس على الموظف أن يتفاجأ، بل على العكس، يجب عليه أن يكون مستعدًا لمثل هذه ردة الفعل.
والأسباب كثيرة، قد يكون أهمها نقص الثقة بالنفس لدى المدير، وضعف مهارات القيادة، والافتقار إلى الرؤية، وتهميشه لموظفين لأسباب شخصية رغم كفاءتهم وولائهم للمهنة. وربما تجد أن من يحيط به هم المنافقون الذين يعملون على إرضائه بما يحب.
فلا تجعل هذا التعامل وهذا التهميش والتجاهل يحوّلك من موظف يساعد في تطوير جهة العمل إلى موظف همه لقمة العيش. واعلم أن الله يسمع ويرى.
يقول جلال الدين الرومي:
“ضرير الروح لا يرى وإن أبصر، وبصير القلب لو أغمض عينه يرى أكثر”
وقال تعالى: “فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ”
واعلم جيدًا، أخي الكريم، أن كل غمة سوف تنجلي، وأن صبرك على ما تشعر به وتراه سوف تقطف ثماره بلا شك يومًا ما.