تتصاعد حرب الطائرات المسيرة بين روسيا وأوكرانيا، حيث أصبحت هذه التكنولوجيا أداة رئيسية في المواجهة المستمرة بين البلدين.
ومع استمرار التصعيد، يعلن الطرفان يوميًا عن إسقاط عشرات الطائرات المسيرة، وسط استهداف متبادل للمواقع الاستراتيجية والبنية التحتية، في حين يبقى التحقق المستقل من هذه الأرقام أمرًا صعبًا بسبب استمرار الحرب منذ فبراير 2022.
هجوم أوكراني واسع
أفادت السلطات المحلية، اليوم الخميس، بأن مدينتي ساراتوف وإنجلز في جنوب روسيا تعرضتا لأكبر هجوم بطائرات مسيرة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وصرح حاكم منطقة ساراتوف، رومان بوسارجين، بأن الهجوم الليلي أسفر عن تضرر أكثر من 30 منزلًا، وفقًا لوكالة “تاس” الروسية. وأضاف أن فرق الطوارئ تعمل على إزالة آثار الهجوم.
اقرأ أيضًا: بوتين يعرض التعاون مع سوريا لدعم استقرار البلاد
وأفاد شهود عيان بسماع انفجارات عدة في إنجلز، بما في ذلك في مصفاة نفط، لكن لم يصدر تأكيد رسمي بشأن ذلك.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت أكثر من 130 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل في عدة مناطق روسية، مشيرة إلى اعتراض أكثر من 50 طائرة في ساراتوف، و40 في فورونيج، وعشرات الطائرات الأخرى في بيلجورود، وروستوف، وكورسك، وليبيتسك، وشبه جزيرة القرم، مما أدلى لتعليق الرحلات الجوية مؤقتًا في مطاري ساراتوف وإنجلز المدنيين.
هجوم روسي ليلي
في المقابل، أفاد سلاح الجو الأوكراني، عبر تليغرام، اليوم الخميس، بأن الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكنت من إسقاط 74 من أصل 171 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال الليلة الماضية.
ووفقًا لوكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية “يوكرينفورم”، فقد استخدمت روسيا طائرات شاهد ومسيرات خداعية، أُطلقت من مناطق أوريول، وشاتالوفو، وميلروفو، وبريمورسكو-أختارسك الروسية، إضافة إلى رأس تشودا في شبه جزيرة القرم المحتلة مؤقتًا.
اقرأ أيضًا: مسيرات أوكرانية تشعل حريقا في مطار روسي
وذكر البيان أن وحدات الدفاع الجوي ووحدات الحرب الإلكترونية وفرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين تصدت للهجوم، حيث أسقطت 75 طائرة مسيرة فوق مناطق خاركيف، بولتافا، سومي، تشيرنيهيف، تشيركاسي، كييف، جيتومير، فينيتسا، كيروفوهراد، دنيبروبتروفسك، زابوريزهيا، وخيرسون، بالإضافة إلى 63 طائرة مسيرة خداعية لم تصل إلى أهدافها.
وأسفرت الهجمات الروسية عن إصابة 10 أشخاص، بينهم أربعة أطفال في مدينة كروبيفنيتسكي، إضافة إلى أضرار في مناطق كيروفوهراد وسومي ودونيتسك. كما تعرضت عدة مبانٍ سكنية لأضرار، وفقًا لقوات الدفاع المدني.
وساطة أمريكية لإنهاء الحرب
من جانبه، أدان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الغارات الجوية الأخيرة، معتبرًا أنها تكشف عن الموقف الحقيقي لموسكو تجاه السلام، حسب تعليقه عبر منصة “إكس”. وأكد مجددًا أن روسيا لا تبدي أي اهتمام بإنهاء الحرب.
وفي ظل استمرار الهجمات المتبادلة، تم التوصل إلى اتفاق مؤقت بين روسيا وأوكرانيا، بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لوقف استهداف منشآت الطاقة، إلا أن موعد سريان الاتفاق لا يزال غير محدد.
اقرأ أيضًا: ترمب مستعرضا “الزر الأحمر” بمكتبه: يعتقدون أنه لإنهاء العالم
ومع تصاعد هذه المواجهات، يواجه كلا البلدين هجمات مكثفة بالطائرات المسيرة، غير أن أوكرانيا تعاني من أضرار أكبر، مع سقوط المزيد من الضحايا المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية مقارنة بروسيا.