خاص – الوئام
في عالمٍ يتسارع فيه الإبداع التقني، تتجه الأنظار إلى الدول التي تتبنى الذكاء الاصطناعي كركيزة أساسية لمستقبلها. وفي هذا السباق العالمي، برزت المملكة العربية السعودية كقوة صاعدة، متقدمةً بخطواتٍ واثقة نحو الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي.
لم يكن هذا الإنجاز مجرد صدفة، بل ثمرة استراتيجية طموحة واستثمارات ضخمة جعلت المملكة تحتل المرتبة 14 عالميًا في مؤشر Tortoise Intelligence للذكاء الاصطناعي لعام 2024، متصدرةً الدول العربية بلا منازع.
قفزة نوعية
يشير موقع cairoscene إلى أن المملكة تشهد تطورًا ملحوظًا في تصنيف الذكاء الاصطناعي، حيث ارتفعت من المركز 31 في عام 2023 إلى المركز 14 في 2024، ما يعكس التزامها بتعزيز بنيتها الرقمية.
كما حصلت المملكة على المركز الأول عالميًا في استراتيجيات الذكاء الاصطناعي الحكومية، والمركز السابع في تجارة الذكاء الاصطناعي، مما يؤكد دورها المتنامي في هذا المجال.
معايير التقييم والمنافسة الدولية
يُقيّم مؤشر Tortoise Intelligence الدول وفقًا لسبعة معايير رئيسية تشمل: الاستراتيجية الحكومية، بيئة التشغيل، البنية التحتية، البحث والتطوير، الكفاءات، والتجارة.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة، الصين، وسنغافورة لا تزال تتصدر الترتيب، إلا أن السعودية أحرزت التقدم الأبرز على مستوى المنطقة، مما يضعها على خارطة الابتكار العالمي.
المملكة في الصدارة
إقليميًا، عززت السعودية ريادتها لتصبح الأولى عربيًا في الذكاء الاصطناعي، متفوقةً على دول المنطقة.
وجاءت الإمارات في المرتبة 19 عالميًا والثانية عربيًا، بينما احتلت مصر وقطر المركزين 52 و54 عالميًا، مما يؤكد الفجوة بين الدول العربية في هذا المجال الحيوي.
رؤية 2030 والذكاء الاصطناعي
لم يكن تقدم المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي عشوائيًا، بل هو جزء من رؤية السعودية 2030، التي تركز على البحث العلمي، والتعليم، والشراكات الصناعية. وتعمل المملكة على بناء بيئة رقمية متقدمة تجذب الاستثمارات العالمية وتعزز اقتصادها القائم على المعرفة.
مع استمرار السعودية في ضخ الاستثمارات وتعزيز الكفاءات، يبدو المستقبل واعدًا. فالتطورات الحالية ليست سوى بداية لمسيرة نحو الريادة العالمية في الذكاء الاصطناعي، حيث تواصل المملكة إعادة تعريف دورها في الاقتصاد الرقمي العالمي.