في عالم يموج بالتحديات اليومية، يبرز برنامج “مشورة” لياسر الحزيمي كمرجع متكامل لفن تقديم المشورة بأسلوب فعّال ومؤثر.
يضع الحزيمي أسسًا واضحة للمشورة الواعية بأسلوبه البسيط والمباشر، مقدمًا إرشادًا يلهم المستشارين والمتحدثين الباحثين عن التأثير العميق.
يأخذ المشاهدين في رحلة داخل عالم المشورة من خلال سرد مدروس ونهج متقن، حيث لا تُختزل الكلمة في مجرد نصيحة، بل تصبح مفتاحًا يفتح أبواب الفهم والإدراك.
يُعرض البرنامج يوميًا على قناة السعودية في تمام الساعة 5:30 مساءً، ضمن الدورة البرامجية الرمضانية التي تقدمها هيئة الإذاعة والتلفزيون.
وتأتي الخطوة في إطار سعي الهيئة لتقديم محتوى يرتقي بالحوار الهادف، ويعزز جودة الإنتاج التلفزيوني، عبر برامج تعكس احتياجات الجمهور وتسهم في تكوين وعي أكثر نضجًا وتأثيرًا، مما يرسّخ دور الإعلام في تقديم محتوى ثري وملهم.
ويقدم الحزيمي دليلًا عمليًا لكل من يرغب في أن يكون مستشارًا ناجحًا ومؤثرًا في محيطه، فبرنامج “مشورة” ليس مجرد محتوى معرفي، بل تجربة فكرية وإنسانية تعيد تشكيل العلاقة بين الناصح والمستشير، ليصبح المستشار دليلًا لا مقرِّرًا، ومرشدًا لا ممليًا، في رحلة نحو حوار أكثر وعيًا، ومشورة أكثر تأثيرًا.
تقديم المشورة
في إحدى حلقات برنامجه، تناول الحزيمي خطأ شائعًا في تقديم المشورة، وهو التسرع في إعطاء الحلول قبل فهم المشكلة بعمق.
واستعرض مثالًا واقعيًا لرجل يواجه مشكلة في علاقته بزوجته، حيث كان يبحث عن حل سريع، بينما تكمن المشكلة الحقيقية في طريقة تفكيره وليس في الظروف الخارجية.
بيّن الحزيمي أن دور المستشار هنا ليس تقديم حل مباشر، بل مساعدته على رؤية المشكلة من زاوية مختلفة.
الحلقة أكدت أن المشورة الحقيقية ليست في تقديم إجابة جاهزة، بل في طرح الأسئلة الصحيحة التي تساعد الشخص على فهم ذاته واتخاذ القرار المناسب بنفسه.
من خلال أساليب دقيقة، يكشف البرنامج كيف يمكن لصياغة السؤال الصحيح أن تكون أقوى من ألف إجابة مباشرة، وكيف يمكن للإصغاء العميق أن يكون أداة تشخيص أكثر دقة من الكلام المطول.
ففي زمن باتت فيه النصيحة تُلقى بلا عمق، يأتي برنامج “مشورة” لياسر الحزيمي ليضع معايير جديدة لفن تقديم المشورة، ضمن رؤية إعلامية حديثة تهدف إلى تعزيز المحتوى الهادف وصناعة التأثير الحقيقي.