تمثل التطبيقات الإلكترونية مثل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب تهديداً خطيراً للمراهقين، إذ تفوق مخاطرها تأثير المشروبات الكحولية وتعاطي القنب، وفقاً لدراسة ألمانية حديثة.
وأكد رينير توماسيوس، مدير المركز الألماني لحالات الإدمان بجامعة هامبورغ – إيبيندروف، أن اضطرابات الإدمان بين الشباب تتزايد بشكل مقلق، مما يتطلب تدخلاً فورياً لمواجهتها.
وكشفت الدراسة أن أكثر من 25% من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، فيما يعد 4.7% مدمنين عليها.
وأوضح توماسيوس أن نسبة الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي تفوق استهلاك القنب والكحول بين المراهقين بمعدل يتراوح بين 5 و50 مرة، وفقاً لنتائج البحث.
رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي، فإنها تحفز نظام المكافأة في الدماغ، مما يخلق رغبة دائمة في استخدامها دون سيطرة.
يتسبب الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي في إهمال جوانب الحياة الأخرى، مثل التحصيل الدراسي والعلاقات الاجتماعية، مما يؤدي إلى العزلة والخلافات العائلية.
وأظهرت الدراسة أن الصبية أكثر عرضة للإدمان، إذ يعاني 6% منهم من الاستخدام المرضي، مقارنة بـ 3.2% فقط من الفتيات في الفئة العمرية نفسها.
وترتبط الفتيات اجتماعياً بطرق مختلفة تقلل من خطر العزلة، بينما يواجه الصبية صعوبة أكبر في التحكم باستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، مما يزيد خطر الإدمان.
والتفرقة بين الاستخدام الخطير والمرضي ليست واضحة دائماً، حيث تظهر الأعراض المبكرة في صورة تراجع دراسي وانخفاض الاهتمام بالنشاطات اليومية الأخرى.
ويُصنف الاستخدام المرضي لوسائل التواصل الاجتماعي عندما تستمر الأعراض لمدة لا تقل عن 12 شهراً، وهو معيار استخدم لتجنب التشخيصات المتسرعة.
ويشدد الخبراء على ضرورة تدخل الآباء مبكراً لضبط استخدام أطفالهم لوسائل التواصل الاجتماعي، من خلال المراقبة وتقديم التوجيه المستمر لهم.
ويتطلب الأمر من الآباء امتلاك مهارات إعلامية وقدرة على تقييم المخاطر الرقمية، إضافة إلى اتباع نهج متسق في تعليم الأبناء الاستخدام الصحيح للتكنولوجيا.
ويعاني 40% من الآباء من صعوبة في تقييد وقت استخدام أطفالهم لهذه التطبيقات، بينما لا يراقب 25% المحتوى الذي يشاهده أبناؤهم عبر الإنترنت.
وأكد توماسيوس أن هذه الأرقام مقلقة، مشيراً إلى أن إهمال توعية الأبناء بشأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية خطيرة.