اختتمت، الأحد، في العاصمة السعودية الرياض، محادثات بين الوفدين الأوكراني والأميركي، تناولت سبل حماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية، في إطار جهود دبلوماسية تقودها واشنطن لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وتأتي استضافة المملكة لهذه المباحثات امتدادًا لجهودها المستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار الدولي، واستكمالًا لمساعيها الدبلوماسية منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في التنسيق مع الأطراف المعنية وبحث سبل حلها.
وسبق أن احتضنت السعودية اجتماعًا تشاوريًا لمستشاري الأمن الوطني للدول ذات العلاقة بالأزمة، ولعبت دور الوساطة في صفقات تبادل الأسرى بين أطراف النزاع.
وأكد وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، أن اللقاء يهدف إلى “تعزيز الأمن وتقريب مسار السلام العادل”، فيما وصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، المباحثات بأنها “مفيدة”، مشددًا على أن وفده عمل “بشكل بنّاء”. لكنه أضاف أن “أي تقدم مرتبط بقرار حقيقي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الضربات”.
ويأتي الاجتماع في الرياض قبل لقاء مرتقب، الإثنين، بين الوفدين الأميركي والروسي، وسط تفاؤل أميركي بإمكانية تحقيق تقدم، إذ قال المبعوث الأميركي، ستيفن ويتكوف، إن بوتين “يريد السلام”، متوقعًا إحراز تقدم بشأن وقف إطلاق النار في البحر الأسود، ما قد يمهد لوقف أوسع للعمليات القتالية.
وكان بوتين قد وافق الأسبوع الماضي على مقترح الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، بوقف متبادل للهجمات على منشآت الطاقة لمدة 30 يومًا، إلا أن استمرار الضربات المتبادلة أثار شكوكًا بشأن الالتزام الفعلي بالاتفاق.
وتأمل الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار بحلول 20 أبريل، وفق ما نقلته وكالة “بلومبرغ”، فيما أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، أن بلاده تسعى لاتخاذ “إجراءات لبناء الثقة” تشمل التفاوض بشأن مصير الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى روسيا.
وعلى الجانب الأوروبي، أبدت بريطانيا وفرنسا قلقًا إزاء التحركات الدبلوماسية الأميركية، معتبرتين أنها قد تتيح لموسكو فرض شروطها، فيما عززت عدة دول دعمها العسكري واللوجستي لكييف تحسبًا لأي تغيرات في الموقف الأميركي.