الوئام – خاص
تواجه العاصمة الصومالية مقديشو تهديدًا متزايدًا مع تصاعد أنشطة حركة الشباب الإرهابية في محيطها، في تطور يثير مخاوف من إمكانية اختراق الجماعة الإرهابية للمدينة أو تهديد استقرارها الأمني.
تحول استراتيجي
وفي السياق يقول، حسام الحداد، الباحث في حركات التطرف إنه منذ بداية شهر فبراير 2025، نفذت الحركة عدة عمليات نوعية، من بينها محاولة اغتيال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ما يعكس تحولًا في استراتيجية الحركة باتجاه استهداف رموز الدولة وزيادة الضغط على الحكومة.
ويضيف “الحداد”، في حديث خاص لـ”الوئام”: بالرغم من إعلان القوات الصومالية تصديها لهذه الهجمات، إلا أن المسلحين تمكنوا من التسلل إلى بعض أحياء مقديشو وضواحيها الجنوبية، ما يعكس اختراقًا أمنيًا مقلقًا قد يكون مقدمة لهجمات أوسع.
ولفت إلى أن حركة الشباب شنت هجومًا واسع النطاق شمال شرق مقديشو ووسط الصومال منذ يناير 2025، في محاولة لتطويق العاصمة واستعادة الأراضي التي خسرتها خلال الهجوم العسكري الصومالي بدعم دولي عام 2022.
وتشير بيانات موقع وأحداث الصراع المسلح (ACLED) إلى أن معدل هجمات الجماعة في مناطق هيران وشبيلي الوسطى ارتفع بنسبة 50% شهريًا مقارنة بالعام السابق، كما نفذت الجماعة عمليات حصار وهجمات منسقة على مراكز سياسية وأمنية مهمة، مثل مدينة بلدوين.
استراتيجية طويلة الأمد
وهذا التصعيد لا يعكس فقط عودة الحركة إلى المناطق التي تم تطهيرها سابقًا، بل يشير إلى استراتيجية طويلة الأمد لإعادة التمركز وتهديد الخطوط اللوجستية للعاصمة.
ويتابع:” وسط هذه التحديات، تحاول الحكومة الصومالية والقوات الدولية التصدي للهجمات عبر زيادة وتيرة العمليات الجوية وضربات الطائرات المسيّرة، إلا أن ذلك لم يمنع حركة الشباب من تحقيق اختراقات ميدانية مهمة.
كما أن انسحاب القوات البوروندية من بعثة الاتحاد الأفريقي (AUSSOM) أضعف جبهة القتال ضد المسلحين، ما يفتح الباب أمامهم لتوسيع نطاق عملياتهم.
وبينما تحاول الحكومة حشد دعم ميليشيات العشائر، يبقى السؤال الأهم: هل باتت مقديشو مهددة بالسقوط في قبضة حركة الشباب مجددًا، أم أن الحكومة الصومالية ستتمكن من كبح هذا التصعيد قبل فوات الأوان؟
الهجوم على جبهتين
ويحذر الباحث السياسي، من أن حركة الشباب تشن حربًا على جبهتين لربط مناطق دعمها في وسط وجنوب الصومال فشن مسلحو حركة الشباب المتمركزون في كل من مناطق الدعم في وسط وجنوب الصومال هجمات خلال الهجوم للضغط على القوات الصومالية بين الجبهتين.
وتابع : وصعد المسلحون في جنوب الصومال هجماتهم في البداية في يناير الماضي لإنشاء مواقع على الضفة الشرقية لنهر شبيلي، ثم حاولوا التغلب على القوات الصومالية في مقاطعات بلعاد وبولو بوردي وجوهر في فبراير.
وأردف بالقول: صعدت حركة الشباب على الجبهة الأخرى في شمال وسط الصومال هجماتها في منطقة أدان يابال، التي كانت المقر الإداري للشباب في وسط الصومال لأكثر من عقد من الزمان.
ويختتم “الحداد”، حديثه بالقول :”تسعى حركة الشباب لتعويض الخسائر التي تكبدتها في 2022 من أجل تعزيز مناطق دعمها المعزولة في وسط الصومال وتطويق مقديشو بعدما نجحت القوات الصومالية في تحريرعشرات القرى والعديد من عواصم المقاطعات البارزة التي كانت تسيطر عليها حركة الشباب في وسط الصومال.