شهدت أسعار النفط ارتفاعًا اليوم الخميس، مقتربةً من أعلى مستوياتها خلال الشهر، بعد صعودها بأكثر من 1% في الجلسة السابقة، مدعومةً بانخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية، وفقًا لبيانات حكومية حديثة.
وجاء هذا الصعود مدفوعًا بالمخاوف من تراجع الإمدادات العالمية، خاصة بعد تهديدات أمريكية بفرض رسوم جمركية على مشتري النفط الفنزويلي، إلى جانب العقوبات السابقة المفروضة على واردات النفط الإيراني.
اقرأ أيضًا: رسوم ترمب الجمركية تعصف بسوق السيارات
وفي الوقت نفسه، يواصل المتعاملون تقييم تداعيات الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على قطاع السيارات.
لكن هذه الرسوم حدّت من مكاسب الأسعار اليوم، حيث أثارت مخاوف بين المستثمرين، بعد تعهد ترمب بفرض ضريبة بنسبة 25% على السيارات والشاحنات الخفيفة المستوردة، بدءًا من 2 أبريل المقبل.
بحلول الساعة 04:06 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 7 سنتات أو 0.1% لتصل إلى 73.86 دولارًا للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 10 سنتات أو 0.1% إلى 69.75 دولارًا للبرميل، بحسب وكالة “رويترز”.
أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادر يوم الأربعاء انخفاض مخزونات النفط الخام بمقدار 3.3 مليون برميل إلى 433.6 مليون برميل، متجاوزًا توقعات المحللين التي أشارت إلى تراجع قدره 956 ألف برميل. ويعكس هذا التراجع تقلص المعروض في السوق.
أما مخزونات البنزين، فقد انخفضت بمقدار 1.4 مليون برميل، وهو تراجع أقل من التوقعات التي كانت عند 1.8 مليون برميل، في حين سجلت مخزونات المشتقات المقطرة، والتي تشمل الديزل ووقود التدفئة، تراجعًا قدره 420 ألف برميل، مقارنةً بالتوقعات بانخفاض 1.6 مليون برميل.
اقرأ أيضًا: رئيس الوزراء الكندي: حرب ترمب التجارية لن تؤذي كندا فحسب
عزز النفط مكاسبه أيضًا بعد تهديد الرئيس ترمب بفرض رسوم بنسبة 25% على جميع الواردات من الدول التي تشتري النفط أو الغاز من فنزويلا، بدءًا من 2 أبريل.
وتعد الصين أكبر مستورد للنفط الفنزويلي، مما يثير مخاوف بشأن اضطرابات محتملة في سلاسل الإمداد العالمية.
وفي هذا السياق، صرّح سوفرو ساركار، رئيس قطاع الطاقة في بنك “دي.بي.إس”، قائلًا: “الصعود الأخير في الأسعار يعكس المخاوف بشأن الرسوم الجمركية المحتملة على مشتري النفط الفنزويلي. لا تزال سياسات ترمب تجاه إيران وفنزويلا هي المحرك الرئيسي لارتفاع الأسعار، لذا فإن هذا التأثير بدأ بالظهور تدريجيًا”.
وأفادت مصادر بأن شركة “ريلاينس إندستريز” الهندية، التي تدير أكبر مجمع تكرير في العالم، تعتزم إيقاف واردات النفط الفنزويلي استجابةً لهذه التطورات.
اقرأ أيضًا: ثماني سنوات من التحول.. السعودية من ريادة النفط إلى قيادة الطاقة المتجددة
لكن ساركار أشار إلى أن الأسعار قد لا تعود إلى المستويات المرتفعة المسجلة في أوائل 2025، إذ ستظل المخاوف المتعلقة بالطلب، إلى جانب الغموض الذي يكتنف السياسات التجارية الأمريكية، عاملًا ضاغطًا على الأسواق.
وفي ظل هذه المعطيات، يراقب المستثمرون عن كثب تأثير الرسوم الجمركية على قطاع السيارات، وما إذا كانت ستؤثر على الطلب العالمي على النفط في الفترة المقبلة.