تعرّضت منطقة ستافروبول، ثالث أكبر منطقة إنتاج للقمح في روسيا، لعاصفة ثلجية قوية أدت إلى تضرر المحاصيل الزراعية، وفقًا لما أعلنه حاكم المنطقة يوم الثلاثاء.
تأتي هذه العاصفة في وقت تشهد فيه روسيا تقلبات جوية حادة، حيث تعرضت العديد من المناطق لعواصف ثلجية ودرجات حرارة تحت الصفر في أوائل شهر أبريل.
تمثل منطقة ستافروبول حوالي 8% من إجمالي محصول القمح الروسي الذي بلغ 82.6 مليون طن متري في عام 2024، وهو العام الذي شهدت فيه المحاصيل تضررًا جراء الظروف الجوية القاسية، من الصقيع في بداية الربيع إلى الجفاف الشديد في العديد من المناطق المنتجة للقمح.
ويتابع المحللون عن كثب التقلبات الجوية والأحداث المناخية مثل الصقيع والعواصف البردية لتعديل تقديراتهم لموسم الحصاد لهذا العام في أكبر دولة مُصدّرة للقمح في العالم.
وقال الحاكم فلاديمير فلاديميروف في قناته على تطبيق “تلغرام”: “لقد تضررت المحاصيل، ويقوم المختصون حاليًا بتقييم مدى الأضرار. سنحدد الخطوات التالية بناءً على النتائج”.
كما ضربت العواصف الثلجية العديد من المناطق في أوروبا الروسية بعد شتاء معتدل بشكل غير معتاد هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يصل غطاء الثلوج إلى 20 سنتيمترًا في موسكو في 9 أبريل. كما لوحظت تساقطات ثلجية في منطقتي القرم وكراسنودار.
ومن جهتها، حذرت وزارة الطوارئ في منطقة كراسنودار، أكبر مناطق إنتاج الحبوب في روسيا، من أن درجات الحرارة تحت الصفر قد تضرب المنطقة هذا الأسبوع، بعد أن ارتفعت درجات الحرارة فوق 20 درجة مئوية في مارس الماضي.
أضرار محتملة بسبب الصقيع
أفادت الوزارة بأنه “بسبب الصقيع على سطح التربة، هناك خطر متزايد من تضرر وفقدان المحاصيل الزراعية، بما في ذلك الأزهار والثمار في نباتات الفاكهة الحجرية والفاكهة ذات النواة، وكذلك النباتات المحبة للحرارة”.
وأشار المركز التحليلي لوزارة الزراعة الروسية يوم الثلاثاء إلى أن معدل الخسائر الإجمالية في المحاصيل لم يتجاوز 3% على مستوى البلاد رغم التقارير التي أشارت في نهاية العام الماضي إلى أن 37% من المحاصيل الشتوية كانت في حالة سيئة.
وقال المسؤول في وزارة الزراعة: “لقد عوضت الثلوج والأمطار عن نقص الرطوبة في التربة العام الماضي، مما خلق ظروفًا أفضل للمحاصيل في الأسابيع المقبلة، وأدى إلى استقرار الوضع”.
وأكد نائب وزير الزراعة، أندريه رازِن، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الروسية: “لا توجد خسائر مسجلة تقريبًا، والنباتات تتطور بشكل طبيعي، لذا الوضع العام مستقر”.
مع ذلك، حذرت الوزارة في 7 أبريل من أنه إذا كان موسم حصاد 2025 أقل من التوقعات، فهي مستعدة لتنفيذ “إجراءات غير تعريفيّة”، في إشارة إلى فرض قيود على الصادرات.
وتتوقع معظم التحليلات أن يكون حصاد الحبوب الروسي لهذا العام حوالي 130 مليون طن، باستثناء المحاصيل من الأراضي الواقعة تحت السيطرة الروسية في شرق أوكرانيا، شريطة عدم تأثير الظروف الجوية السيئة بشكل كبير على الإنتاج.
من جانبها، قدرت مجموعة “اتحاد الحبوب” الروسية، التي غالبًا ما تنتقد سياسات وزارة الزراعة، أن المحصول المحتمل لهذا العام سيصل إلى 125 مليون طن، وهو نفس المستوى الذي تم تسجيله العام الماضي، باستثناء الأراضي الجديدة.
وقال رئيس اتحاد الحبوب، أركادي زلوثيفسكي: “في حال حدوث أقصى المخاطر، مثل الجفاف الشديد الذي شهدناه في عام 2010، فقد يتراجع حجم المحصول بنسبة تصل إلى 30% مقارنةً بهذا المستوى”.