خاص – الوئام
في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الفضاء حول العالم، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز موقعها الريادي في مجال تكنولوجيا الفضاء والاتصالات.
وخلال مشاركتها في الندوة الفضائية الأربعين التي أُقيمت في ولاية كولورادو الأمريكية، أكدت المملكة على أهمية التنسيق الدولي في مجال المعايير التقنية، بهدف دعم الاستثمار في الفضاء وتعزيز التعاون العالمي. حيث يمثل هذا الحدث جزءًا من رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى مركز رائد للتكنولوجيا السحابية والاتصال في المنطقة.
الندوة الفضائية الأربعين
احتضنت مدينة كولورادو من 7 إلى 10 أبريل 2025، الندوة الفضائية الأربعين التي جمعت ممثلين من كبرى الشركات العالمية في صناعة الفضاء مثل SpaceX، أمازون من خلال مشروع Kuiper، وشركات Iridium، EchoStar، Lockheed Martin، وBoeing .
وقد جاءت المشاركة السعودية في هذا الحدث في وقت حاسم، حيث تسعى المملكة إلى تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للاتصال والتكنولوجيا السحابية مع الوصول الاستراتيجي إلى أسواق أوروبا وآسيا وأفريقيا.
تنسيق المعايير التقنية
وخلال الندوة ألقى محمد بن سعود التميمي، محافظ الهيئة السعودية للاتصالات والفضاء والتكنولوجيا، كلمة في الندوة خلال الجلسة التي تم تنظيمها في 8 أبريل 2025، حيث دعا إلى ضرورة التنسيق على المعايير التقنية لتطوير بيئة استثمارية محفزة في قطاع اتصالات الفضاء.
كما أكد التميمي على أن المملكة عازمة على تعزيز التكامل بين الفاعلين المحليين والدوليين، وتوفير فرص أكبر لدخول السوق لجميع مهام الفضاء، مع التأكيد على أهمية التوافق مع الأنظمة الفنية التي ستساهم في تقليل التكاليف الرأسمالية والتشغيلية.
تطوير القطاع الفضائي
تواصل المملكة العربية السعودية التزامها بتطوير القطاع الفضائي على الصعيدين المحلي والدولي، مشيرة إلى أن القطاع يعتمد حاليًا على مجموعة من التقنيات غير الموحدة، مما يشكل تحديًا في تحقيق التكامل بين الأنظمة المختلفة.
وفي الوقت ذاته، أشار التميمي إلى أن هذه التحديات تمثل فرصة لتعزيز التوافق بين التقنيات، وتقليل تكاليف التصنيع، وتحقيق خدمات أفضل للمستخدمين النهائيين. كما أكد أن السعودية ستكون شريكًا فاعلًا في دعم الابتكار والتقدم التكنولوجي في هذا المجال على مستوى العالم.
خدمات الاتصال والتكنولوجيا السحابية
تتمتع المملكة بموقع استراتيجي يجعلها قادرة على توفير خدمات الاتصال والتكنولوجيا السحابية لأسواق أوروبا وآسيا وأفريقيا عبر البحر الأحمر والخليج العربي. هذا الموقع يساهم في جعل المملكة مركزًا رئيسيًا للتكنولوجيا، مما يعزز من مكانتها كمحور إقليمي في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتعكس هذه التحولات الطموحات التي تتبناها المملكة من خلال رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى دولة ذات قدرة تنافسية عالية في مختلف المجالات التكنولوجية والفضائية.
تعتبر المملكة العربية السعودية السوق الأكبر والأسرع نموًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وفقًا لإحصاءات إدارة التجارة الدولية الأمريكية، بلغ حجم السوق السعودي في هذا المجال أكثر من 40.9 مليار دولار أمريكي، وهو ما يشكل 4.1% من الناتج المحلي الإجمالي. يعكس هذا النمو السريع التزام المملكة بتعزيز اقتصادها الرقمي ودعم الابتكار في القطاع التكنولوجي، والذي يعد جزءًا أساسيًا من رؤية السعودية 2030.
دعم الابتكار
من خلال الجلسات المختلفة في الندوة، تم مناقشة سبل دعم الابتكار في مجال اتصالات الفضاء وتوسيع استخدام هذه التقنيات. كما تم التركيز على ضرورة بناء نظام متكامل من خلال التعاون بين الحكومات والشركات والمنظمات الدولية، مع تعزيز الأطر التنظيمية التي تدعم الابتكار وتوحيد المعايير. كان الهدف الأساسي من هذه النقاشات هو تشجيع الاستثمار التكنولوجي والتعاون الدولي في قطاع الفضاء.
على هامش المؤتمر، عقد محمد بن سعود التميمي اجتماعات مع عدد من الشخصيات البارزة في مجال الفضاء، من بينها اللورد ديفيد ويلتس، رئيس وكالة الفضاء البريطانية، وجانيت بيترو، المديرة التنفيذية المؤقتة لوكالة ناسا.
حيث تم استكشاف فرص التعاون بين المملكة العربية السعودية وهذه المؤسسات الدولية في مجالات استكشاف الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة. هذه الاجتماعات تأتي في إطار الجهود المستمرة للمملكة لتعزيز ريادتها العالمية في قطاع الفضاء.