الوئام – خاص
بين الحين والآخر يثير وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير تصريحات تحريضية، يدعو فيها إلى تصعيد الهجمات على قطاع غزة، تارةً يطالب بقصف مخازن الغذاء وتارة أخرى يطالب بضرب خطوط الكهرباء وتارة يطالب بقطع الهواء والماء.
وخلال الساعات الماضية، دعا بن غفير، إلى قصف المواد الغذائية وتدمير المولدات لقطع الكهرباء عن قطاع غزة نهائيًا.
تصريحات مستفزة
وتقول الدكتورة تمارا حداد، الأكاديمية والباحثة السياسية الفلسطينية: “تصريحات الوزير إيتمار بن غفير تثير الجدل وتجعلنا أمام تفكير يميني متطرف صرف، كونه يشير لضرورة وقف المفاوضات بشأن تبادل المحتجزين، معتبرًا أن استئناف الحرب جاء بسبب رفض إطلاق سراح المحتجزين، واصفًا الاتفاق السابق بـ”الصفقة المتهورة”.
انتقادات دولية
وتضيف تمارا حداد، في حديث خاص لـ”الوئام”: “تصريحات بن غفير التي تتعارض مع رغبات ودعوات السلام وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، لاقت انتقادات دولية، حيث تم رفضها من عدة جهات دولية وأممية حيث أن التجويع يشكل ذروة جرائم الحرب الحادة ضد المدنيين الفلسطينيين”.
وتوضح الباحثة الفلسطينية: “تصريحات بن غفير المثيرة للجدل ليست الأولى، فقد سبق أن دعا إلى استهداف مستودعات الأغذية في غزة وهدد بوقف المساعدات الإنسانية.
تعقيدات على الأرض
وتتابع حداد: “هذه التصريحات تعكس تعقيدات في المشهد الفلسطيني في ظل تفكير حكومة بنيامين نتنياهو ذات التوجهات اليمينية المتطرفة، حيث يتجه الوضع لمزيد من التأزم والتدهور على المستويين الإنساني والسياسي.
وأضافت: يُمكن تحديد ملامح المشهد من خلال تصعيد إنساني غير مسبوق في غزة إضافة إلى التصعيد العسكري باستخدام الغارات الجوية والأحزمة النارية والسيطرة على الأرض تحت إطار مناطق آمنة عازلة”.
كما أن حكومة نتنياهو، مدعومة بشخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تنتهج سياسة “العقاب الجماعي”، بما في ذلك، قطع الكهرباء والمياه وعرقلة أو قصف المساعدات الإنسانية، واستهداف البنية التحتية المدنية.
نهج متطرف
واختتمت تمارا حداد حديثها قائلة: إن هذا النهج المتطرف في الأقوال والأفعال يفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، إضافةً لما يحدث في الضفة الغربية من تصعيد الاستيطان والضم في الضفة الغربية.
وتشهد الضفة الغربية تصعيدًا في وتيرة الاستيطان، إلى جانب تكثيف اقتحامات المدن والمخيمات، وتصعيد ممنهج من عنف المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين تحت حماية الجيش الإسرائيل، ناهيك عن محاولات تهويد القدس وتقييد وجود الفلسطينيين فيها، بما في ذلك هدم المنازل وسحب الهويات.