يمثل التوجه السعودي نحو الزراعة الذكية استثمارًا استراتيجيًا يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة الاقتصادية والبيئية، وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي للابتكار في قطاع الزراعة.
ويسهم هذا التوجه في تعزيز الأمن الغذائي، في إطار سعي المملكة لتقليل الاعتماد على الاستيراد وتأمين الإمدادات الغذائية المستدامة، حيث تتيح الزراعة الذكية زيادة الإنتاجية بوحدة المساحة وتقليل الفاقد، مما يعزز الاكتفاء الذاتي في العديد من المحاصيل الأساسية.
وتقدم الزراعة الذكية حلولًا مبتكرة لترشيد استهلاك المياه عبر أنظمة الري الدقيقة، ومراقبة رطوبة التربة، واستخدام تقنيات الزراعة المائية والعمودية التي تقلل الاعتماد على المياه بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى ذلك، تساعد في تحسين استخدام الأسمدة والمبيدات بناءً على بيانات دقيقة، مما يقلل التكاليف والأثر البيئي.
وفي هذا السياق يأتي المشروع السعودي الكوري المشترك للزراعة الذكية في الرياض، الذي تم وضح حجر الأساس له يوم أمس، بما يعكس رغبة المملكة في الاستفادة من الخبرات والتكنولوجيا العالمية المتقدمة في هذا المجال، وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق أهدافها.
ويتماشى هذا التوجه مع رؤية 2030 لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، حيث إن تطوير قطاع زراعي حديث ومستدام يخلق فرصًا استثمارية ووظائف جديدة في مجالات التقنية الزراعية، وإدارة البيانات، والصناعات الغذائية المرتبطة.
إن هذه المشروعات ستسهم بشكل كبير في تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية السعودية في الأسواق المحلية والعالمية من خلال تحسين الجودة وخفض التكاليف، بما يحقق أهداف التنمية الاقتصادية الشاملة.