ياسمين صبحي – أخصائية التخاطب وتعديل السلوك
إن إدراك أن طفلك ليس من المتوقع أن يعيش لأي سبب من الأسباب، سواءً كان لسبب مرضي، أو لسبب آخر، كما نشاهد كل لحظة الأطفال الذين يفقدون حياتهم نتيجة الصراعات والحروب المسلحة، هو من أصعب الأمور التي قد يواجهها الوالدان، حقاً لا يمكن الاستهانة بفداحة ما تمر به.
تتراوح مشاعر هؤلاء الآباء والأمهات بين الصدمة والضيق والإنكار، وقد تجد صعوبة في استيعاب الأمور وأنت تعاني من تشخيص أو تشخيص لا ترغب في سماعه، لا بأس بطلب تكرار المعلومات في ذلك الوقت أو لاحقًا إذا لم تتمكن من استيعابها بالكامل.
الخوف رد فعل طبيعي – من احتمال معاناة طفلك، وكيف سيتفاعل الآخرون، وكيف ستتعامل أنت، قد تشعر أيضًا بالغضب – تجاه الحياة، أو تجاه نفسك، أو حتى تجاه الطاقم الطبي الذي يقوم بعلاجه وتقديم الدعم له، وجميع هذه المشاعر طبيعية وفردية بالنسبة لك.
قد يكون من المفيد مشاركة مشاعرك مع شخص تثق به، مثل صديق أو فرد من العائلة أو متخصص.
إذا تم إخبارك بالخبر في بيئة طبية مثل المستشفى على سبيل المثال، فقد تكون هناك فرصة للحصول على دعم من أحد أعضاء الطاقم كالطبيب أو التمريض أو حتى رجل دين مناسب لمعتقدك الديني،
كيف أخبر الآخرين أنه من غير المتوقع أن يعيش طفلي؟
قد يكون إخبار الآخرين أمرًا شاقًا – فإخبار الأصدقاء والعائلة أمر صعب لأن إخبار الآخرين يجعله يبدو حقيقيًا ونهائيًا بينما قد لا تزال تعاني من صدمة وعدم تصديق الخبر بنفسك.
وقد ترغب في أن تطلب من شخص ما مساعدتك في إجراء المكالمات نيابةً عنك أو مساعدتك في إيجاد شكل من أشكال الكلمات لإخبار الناس بهذه الحقيقة التي تبدو حقاً صادمة.
قد يسأل بعض الأصدقاء أو العائلة كيف يمكنهم مساعدتك ودعمك، وقد يكون من المفيد التفكير في أي شيء عملي ربما يمكنهم الاهتمام به لتخفيف الضغط في هذا الوقت العصيب.
إذا كان هناك أطفال آخرون في عائلتك، فإن كيفية إخبارهم ستعتمد على أعمارهم ومستوى فهمهم وما يعرفونه بالفعل.
كن صادقًا ولا تقدم تطمينات كاذبة؛ حتى الأطفال الصغار جدًا سيتأثرون بالحزن المحيط بهم، وسيلاحظون الفرق بين ما تخبرهم به وحالتك، أو ما يسمعونه.