الدكتور عيسى محمد العميري – كاتب كويتي
تأتي قمة بغداد والتي تم الإعلان عنها مؤخراً عبر تحديد يوم 17 مايو المقبل موعداً لانعقادها في بغداد.
وتنحصر أهمية هذه القمة في ظل أزمات عربية عدة في منطقة الشرق الأوسط أبرزها تداعيات الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة وجنوب لبنان، والحرب في السودان، وهي قضايا مصيرية في معظمها وتمس شعوب تلك الدول ومستقبلهم السياسي والاجتماعي.
فعلى صعيد قطاع غزة نقول بأن القمة سوف تبحث في تقديرنا أسباب دعم جديدة للشعب الفلسطيني في غزة وتعمل على ضمان إيصال المساعدات الإنسانية وإلقاء الضوء على معاناتهم في ظل الحصار الإسرائيلي، ولسوف تعزز القمة تقديم المساعدات والدعم الإضافي علاوة على إيجاد الحلول الناجعة لهذه القضية التي دخلت عامها الثاني في أواخر العام الماضي، وبالتالي فإن هذه القضية تشكل هاجساً يؤرق القادة العرب وسوف يدلون بكل مالديهم من جهد ووقت لحل هذه القضية.
والأهم في هذا السياق في تقديرنا بأن القمة سوف تناقش وتدعم مقترح جمهورية مصر العربية لإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة بدلاً من تهجيره سكانه.
كما وتأتي أزمة لبنان وجنوبه في ظل الاعتداءات الإسرائيلية عليه يومياً والخروقات التي تحصل فيه. حيث يتوجب قرار حاسم لوقف تلك الاعتداءات، وأخيراً تأتي قضية الحرب في السودان حيث تشكل قضية الساعة ويتوجب تقديم الحلول وجمع الأفرقاء المتنازعين فيها بشكل حاسم أيضاً حيث أكثر ما يؤلم الزعماء العرب الذين سيحضرون القمة استمرار النزيف في السودان دون إيجاد الحل بأسرع وقت تخفيفاً من معاناة الشعب السوداني الشقيق.
ومن ناحية أخرى فإنه وفي هذا الصدد لابد من الإشارة الى الوقوف على جهود الجمهورية العراقية وجهود العمل على تهيئة جميع الظروف الملائمة لضمان نجاح القمة المزمع عقدها، بما يعكس صورة إيجابية عن الجمهورية العراقية، ويعزز مسيرة العمل العربي المشترك، وضرورة التنسيق بين الجهات المعنية لضمان تنظيم القمة بأعلى مستويات الاحترافية والكفاءة.
كما نشير إلى أن الاستعدادات الخاصة بالقمة، جارية على قدم وساق، والتجهيزات اللوجستية والفنية والتنظيمية، إضافةً إلى بحث الخطط التفصيلية لضمان نجاح الحدث، بما في ذلك إجراءات المراسم والتنسيق الأمني والإعلامي، ووفق تصريحات المعنيين في الجمهورية العراقية فإن الجهود متواصلة لتذليل أي عقبات قد تواجه التحضيرات للقمة، وتعمل على مدار الساعة لتحقيق الأهداف المرجوة من القمة.
كما أنه تجدر الإشارة إلى آخر قمة تم عقدها في بغداد، عندما عقدت في مارس 2012 حيث كان لها العديد من النتائج الإيجابية. وأخيرا نقول كل الشكر والتقدير لتلك الجهود.
والله ولي التوفيق.