قالت مستشارة الأمن القومي السابقة فيونا هيل إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يسعى إلى محاكاة أسلوب الحكم الذي يتبعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من خلال إقامة نظام رئاسي “شخصي الطابع ومركزي الصلاحيات”، خالٍ من الضوابط والموازين المعتادة في النظام الأميركي.
وفي مقابلة مع قناة “سكاي نيوز”، أوضحت هيل أن كلًا من ترمب وبوتين يشتركان في رؤية عالمية ترى العالم مقسمًا بين ثلاث قوى كبرى: روسيا، الولايات المتحدة، والصين، لكل منها نطاق نفوذ واضح.
وأكدت أن “وجهات نظر الزعيمين متشابهة بشكل صادم”، مضيفةً أن هذه هي “المرة الأولى التي نرى فيها رئيسًا أميركيًا يريد تقليد القائد الروسي، وتشكيل رئاسة مفرطة في التخصيص، تعتمد أسلوب الحكم من الأعلى إلى الأسفل”.
كما أشارت هيل إلى أن ترمب يسعى إلى “تطبيع وإعادة ضبط” العلاقة بين واشنطن وموسكو، وهو توجه بدأ منذ ولايته الأولى، حيث أبدى رغبة دائمة في عقد لقاءات مباشرة مع بوتين لحل الخلافات الثنائية، لا سيما القضايا النووية والصفقات الاقتصادية التي يهتم بها ترمب ودائرته المقربة.
وأضافت أن ترمب يتجه لتقليص دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا بشكل علني، إلى جانب رغبة في تقليص الالتزامات الأميركية تجاه الأمن الأوروبي، ودفع الدول الأوروبية إلى تحمل مسؤولية أكبر في هذا الملف، سواء ماليًا أو سياسيًا.
واعتبرت أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى “دفع الأوروبيين لتشكيل تصورهم الخاص حول أمنهم، بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة”.
جاءت تصريحات هيل بعد ساعات من انسحاب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من محادثات رفيعة المستوى في لندن حول إنهاء الصراع، في وقت صعد فيه ترمب من ضغطه على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائلاً له: “أنهِ الأمر”.