أصدرت السعودية تقريرها السنوي الذي يرصد التقدم المحرز في تنفيذ “رؤية السعودية 2030” خلال عام 2024، وهي الرؤية التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عام 2016، بهدف إحداث تحول اقتصادي واجتماعي شامل، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل.
وأوضح التقرير أن المملكة حققت قفزات نوعية في مختلف المجالات، في وقت لم يمضِ على انطلاق الرؤية سوى ثماني سنوات.
أشار التقرير إلى أن 85% من مبادرات الرؤية قد تم تنفيذها حتى الآن، في حين أن 93% من مؤشرات الأداء إما تحققت أو اقتربت من تحقيق أهدافها.
وقد تم إنجاز 674 من أصل 1502 مبادرة، بينما يجري العمل حاليًا على تنفيذ 596 مبادرة أخرى.
وأوضح التقرير أن 257 مؤشرًا قد تجاوز مستهدفاته السنوية، بينما أُنجز 8 من أهداف الرؤية الرئيسية قبل موعدها بست سنوات.
في قطاع السياحة، حققت المملكة إنجازًا لافتًا بتجاوز عدد الزوار حاجز الـ100 مليون سائح خلال عام 2024، متقدمة على مستهدف 2030. كما بلغ عدد المتطوعين في المملكة 1.2 مليون شخص، بينما تم تسجيل 8 مواقع سعودية جديدة في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
وفي خطوة لافتة على صعيد تمكين المرأة، ارتفعت نسبة مشاركة النساء في سوق العمل إلى 33.5%، متجاوزة المستهدف المقرر تحقيقه في 2030.
أما على صعيد تحسين جودة الحياة، فقد وصلت نسبة ملكية الأسر السعودية لمساكنها إلى 65.4%، وارتفعت تغطية خدمات الرعاية الصحية لتشمل 96.4% من السكان.
وارتفع متوسط العمر المتوقع إلى 78.8 سنة، بينما بات 58.5% من السعوديين يمارسون الرياضة بمعدل 150 دقيقة أسبوعيًا، ما يعكس تحولًا ملحوظًا في نمط الحياة.
اقتصاديًا، تجاوزت أصول صندوق الاستثمارات العامة 3.53 تريليون ريال، بينما ارتفعت مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي إلى 47%. وشهد قطاع الصناعات العسكرية تطورًا لافتًا مع وصول نسبة التوطين إلى 19.35%.
في الوقت ذاته، أصبح في المملكة 7.8 ملايين موظف يعملون في المنشآت الصغيرة والمتوسطة، في حين تمكنت جامعة الملك سعود من دخول قائمة أفضل 100 جامعة على مستوى العالم لأول مرة في تاريخها.
في مجال الحكومة الرقمية، حققت المملكة قفزات ملموسة، حيث أُجريت 98% من الجلسات القضائية بشكل إلكتروني، ما يشير إلى التحول الرقمي المتسارع في القطاعات العدلية. كما تقدمت المملكة 32 مركزًا في مؤشر المشاركة الإلكترونية، و30 مركزًا في مؤشر تطوير الحكومة الإلكترونية.
وفي إطار تعزيز البيئة والاستدامة، أطلقت المملكة مشروعات نوعية أبرزها زراعة 115 مليون شجرة خلال عام واحد، إلى جانب تدشين أول محطة لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية في مدينة الخفجي. كما شهد عام 2024 إطلاق أول سيارة أجرة تعمل بالهيدروجين، في خطوة تعكس التزام المملكة بتحقيق الحياد الصفري للانبعاثات.
ثقافيًا، شهد العام تسجيل 16 عنصرًا من التراث غير المادي في قائمة اليونسكو، بينما تم إعادة توطين أكثر من 7800 حيوان مهدد بالانقراض في بيئاتها الطبيعية.
وبرزت المملكة كمركز إقليمي للفعاليات الثقافية والترفيهية، إذ تجاوز عدد حضور الفعاليات 76.9 مليون زائر.
في ملف السياحة، أصبحت مدينة العلا أول وجهة في الشرق الأوسط تحصل على اعتماد منظمة “ديستينيشنز إنترناشونال”، كما توسعت المملكة في إصدار التأشيرات الإلكترونية لتشمل 56 دولة. واستكملت السعودية استعداداتها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034، كما أطلقت أول بطولة عالمية للألعاب الإلكترونية.
التقرير كشف أيضًا عن إنجازات سعودية على المستوى العالمي في مجالات الطب والتقنية، من بينها إدراج سبعة مستشفيات سعودية ضمن قائمة أفضل 250 مستشفى عالميًا، ودخول مستشفى “صحة الافتراضي” موسوعة غينيس كأكبر مستشفى من نوعه على مستوى العالم.
وأظهر التقرير أن المملكة حصدت 114 جائزة وميدالية دولية في مجالات الابتكار والهندسة والعلوم، كما تصدرت دول مجموعة العشرين في مؤشرات السلامة، وارتفعت مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي إلى 1%.
تؤكد هذه الأرقام أن رؤية السعودية 2030 تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق تحول شامل، لا يقتصر على الاقتصاد فقط، بل يشمل المجتمع والبيئة والثقافة، بما يعزز من مكانة المملكة إقليميًا وعالميًا كنموذج طموح للتنمية المستدامة.