الدكتورة أسماء محمد سعد – استشارية الصحة النفسية والتربية الخاصة والاستشارات الأسرية
يعد تنظيم المشاعر مهارة مهمة تساعد الإنسان على أن يعيش حياة أكثر راحة وسعادة، ولا شك أن المشاعر تتقلب داخل النفس البشرية باستمرار فمن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالفرح والحزن والغضب والخوف والحب والكره وغيرها من المشاعر المختلفة.
ولكن الفرق بين شخص وآخر يكمن في قدرته على إدارة هذه المشاعر بشكل سليم ومتوازن أول خطوة في تنظيم المشاعر هي الوعي بالمشاعر نفسها فلا يستطيع الإنسان أن ينظم ما لا يشعر به لذلك من المهم أن يتعلم الشخص أن يلاحظ مشاعره ويتعرف عليها دون أن ينكرها أو يقاومها بل يجب عليه أن يعترف بها ويقبلها كما هي لأنها جزء طبيعي من تجربته الإنسانية.
وبعد التعرف على المشاعر يأتي دور فهم الأسباب الكامنة وراء هذه المشاعر؛ فغالبًا ما تكون المشاعر القوية ناتجة عن أفكار أو مواقف أو ذكريات معينة، وعندما يستطيع الشخص أن يفهم جذور مشاعره يصبح قادرًا أكثر على التعامل معها بوعي بدلًا من الانجراف خلفها أو قمعها.
ومن الوسائل المهمة أيضًا في تنظيم المشاعر، ممارسة التأمل والهدوء الداخلي؛ فهذه الممارسات تساعد على تهدئة العقل وتصفية الذهن مما يسهل على الشخص ملاحظة مشاعره بوضوح بدلًا أن ينساق وراء تيارها الجارف دون وعي.
كذلك الحوار الداخلي الإيجابي يعتبر من الأدوات الفعالة لتنظيم المشاعر فعندما يتحدث الإنسان مع نفسه بلغة مشجعة ومطمئنة يستطيع أن يخفف من حدة المشاعر السلبية ويقوي من المشاعر الإيجابية مثلًا بدلًا من أن يقول لنفسه “أنا فاشل” يمكنه أن يقول لقد أخفقت هذه المرة وسأحاول من جديد.
أيضًا من المهم أن يتعلم الشخص أن يضع حدودًا عاطفية بينه وبين الآخرين؛ فبعض الناس قد يسببون له ضغوطًا أو يؤثرون على حالته النفسية بشكل سلبي لذلك فإن القدرة على قول “لا” عندما يلزم الأمر والابتعاد عن مصادر الأذى العاطفي تعتبر جزءًا أساسيًا من تنظيم المشاعر.