تتبوأ المملكة مكانة متزايدة على الخريطة العالمية، مدفوعة برؤية 2030 الطموحة التي تهدف إلى تحقيق تحول شامل في مختلف القطاعات.
وقد حققت السعودية العديد من المراتب المتقدمة في مختلف المجالات، مما يعكس الجهود الحثيثة والإصلاحات الهيكلية التي يتم تنفيذها.
التنافسية الدولية
خلال السنوات العشر الأخيرة سجلت المملكة تقدمًا ملحوظًا في مؤشر التنافسية الدولية، الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية حيث تقدمت 20 مرتبة منذ 2016 لتسجل المرتبة 14 عالميًا خلال العام الماضي.
الحكومة الإلكترونية
ولم يكن التطور المحرز في مؤشر التحول نحو الحكومة الإلكترونية هينًا بل تقدمت السعودية 25 مرتبة في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية 2024، وأصبحت الأولى إقليميًا والثانية بين دول مجموعة العشرين والسادسة على مستوى العالم.
وهذا الإنجاز يجعل السعودية ضمن قائمة أفضل عشر دول عالميًّا وأول دولة من الشرق الأوسط تحقق هذا المركز المتقدم.
الأمن السيبراني
وفي قطاع الأمن السيبراني كانت التجربة السعودية ملهمة، حيث حققت 100% في جميع المعايير، في الفئة الأعلى (Role-Model) للمؤشر العالمي للأمن السيبراني، حتى أصبحت أنموذجًا رائدًا في هذه الفئة 2024م.
ريادة قطاع الطاقة
لا تزال المملكة تحتل الصدارة كأكبر منتج ومصدر للنفط الخام في العالم، مما يمنحها نفوذًا كبيرًا في أسواق الطاقة العالمية ويساهم بشكل كبير في إيراداتها.
وبلغ إنتاج السعودية من النفط ذروته عند 13 مليون برميل يوميًّا، خلال الربع الأول من عام 2022م، لكن الإنتاج اليومي يدور حول 9 ملايين برميل يوميًا، هذا يمنحها مكانة متقدمة في الحفاظ على إمدادات الطاقة العالمية.
كما حققت المملكة خطوات ملحوظة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة، حيث سجلت مشاريعها أرقامًا قياسية في انخفاض تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح، حيث يعتبر مشروع الشعيبة للطاقة يعتبر من بين الأكبر والأكثر كفاءة من حيث التكلفة عالميًا.
قطاع السياحة والترفيه
شهدت المملكة نموًا استثنائيًا في أعداد السياح، حيث تجاوزت مستهدفات رؤية 2030 بوصولها إلى أكثر من 100 مليون سائح في عام 2023.
وحققت الإنفاق السياحي نموًا يتجاوز 153.6 مليار ريال فيما زادت تراخيص المنشآت السياحية الخاصة بنسبة 330% خلال العام الماضي، ويساهم القطاع بحوالي 5% من الناتج المحلي الإجمالي، فيما بلغ فائض بند السفر أكثر من 50 مليار ريال خلال عام واحد فقط.
البنية التحتية والنقل
حققت المملكة تقدمًا كبيرًا في تطوير شبكات النقل البري والجوي والبحري، مع مشاريع ضخمة مثل توسعة المطارات والموانئ وتطوير شبكة السكك الحديدية.
وتستثمر المملكة في تطوير مناطق لوجستية متكاملة بهدف تعزيز مكانتها كمركز لوجستي عالمي.
تمكين المرأة
حققت المملكة تقدمًا ملحوظًا في زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، متجاوزة المستهدفات الأولية لرؤية 2030. وتبلغ مشاركة المرأة في سوق العمل 33% فيما كانت مستهدفات الرؤية تتوقع وصول المشاركة إلى 30%.
وتعمل المملكة على تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين من خلال تطوير الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والترفيهية.
الانعكاسات الاقتصادية
وكان لهذه النجاحات العديد من الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية من بينها ما يلي:
- التنويع الاقتصادي: حيث تساهم المراتب المتقدمة في القطاعات غير النفطية، مثل السياحة والتكنولوجيا، في تنويع مصادر الدخل وتقليل اعتماد الاقتصاد على النفط الخام. يظهر ذلك في زيادة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي.
- جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة: يعزز التقدم في مختلف القطاعات، بالإضافة إلى الإصلاحات التنظيمية وتحسين بيئة الأعمال، ثقة المستثمرين الأجانب ويزيد من تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المملكة.
- نمو الناتج المحلي وتوفير الوظائف: يسهم النمو في القطاعات الواعدة في زيادة الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص عمل جديدة للمواطنين، مما يقلل من معدلات البطالة ويعزز النمو الاقتصادي المستدام.
- تطوير الصناعات المحلية : يؤدي التركيز على تطوير قطاعات مثل التكنولوجيا والسياحة إلى تحفيز نمو الصناعات المحلية المرتبطة بها، مثل قطاع الضيافة، وشركات التقنية الناشئة، والصناعات الثقافية والترفيهية.
- تحسين جودة الحياة : تساهم الاستثمارات في قطاعات مثل الترفيه والثقافة والصحة والتعليم في تحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين وتعزيز الرفاهية الاجتماعية.