الدكتور عيسى محمد العميري
كاتب كويتي
ضمن خطوة مميزة واستراتيجية في نفس الوقت يأتي قرار الدولة بتطوير حقول نفط الشمال بالتعاون مع شركة شل العالمية: خطوة استراتيجية نحو الاستدامة والنمو الاقتصادي، وضمن إطار سعيها لتعزيز مكانتها كداعم رئيسي للطاقة في المنطقة، أعلنت دولة الكويت عن شراكة استراتيجية مع شركة شل العالمية لتطوير حقول نفط الشمال، بهدف رفع الإنتاجية وتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية.
وفي سياق تفاصيل الشراكة تتضمن الاتفاقية بين شركة نفط الكويت وشركة شل العالمية تنفيذ مشاريع تطويرية في حقول الشمال، مثل حقول الرتقة وأم نقا، باستخدام تقنيات حديثة ومتطورة.
تشمل هذه المشاريع تحسين كفاءة الإنتاج، وتطبيق تقنيات حقن البخار، وتطوير أنظمة مراقبة ذكية، بالإضافة إلى تدريب الكوادر الوطنية على أحدث الأساليب في صناعة النفط والغاز.
وهي خطوات تحسب للدولة سعيها الحثيث لإيجاد كل مايخدم مصلحة الوطن في مصدرها الأساسي الوحيد. وتتضمن خطوة تطوير حقول الشمال العديد من الإيجابيات المهمة على صعيد تاريخ نشاط الدولة على الصعيد النفطي، حيث سيحقق التطوير زيادة إنتاج الدولة من النفط الخام إلى 3.15 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2027.
كما وتساهم هذه الزيادة في تعزيز الإيرادات الوطنية وتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة في المستقبل، وأيضاً تتضمن إيجابية نقل التكنولوجيا وتطوير الكوادر الوطنية بما يضمن توفير الكوادر الخبيرة التي تفيد بلدها على المدى البعيد ودون الاعتماد على الخبرات الخارجية التي تكلف الدولة مبالغ طائلة ومصاريف إضافية.
علاوة على أن الشراكة للتطوير مع شركة شل نقل أحدث التقنيات في مجال استخراج النفط، مما يسهم في تطوير مهارات الكوادر الوطنية. يُتوقع أن يؤدي ذلك إلى تقليل الاعتماد على الخبرات الأجنبية (كما أسلفنا) وتعزيز القدرات المحلية في مجال صناعة النفط.
ناهيك عن إيجابية تحقيق الاستدامة البيئية وتطبيق تقنيات صديقة للبيئة، مثل استخدام المياه المعالجة في عمليات الإنتاج وتقليل الانبعاثات الكربونية. تسهم هذه الإجراءات في تحقيق أهداف الكويت في مجال التحول الطاقي والالتزام بالاتفاقيات البيئية الدولية.
ولايخفى هنا بأن ر الشراكة مع شركة شل العالمية خطوة نحو تعزيز التعاون بين الكويت والشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة. يسهم هذا التعاون في تعزيز مكانة الكويت كمركز إقليمي للطاقة وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأخيراً نقول بأن تحقق أهداف الدولة التي تسعى دائماً وأبداً في إيجاد كل السبل التي تحقق لها التنمية والتطوير والنمو وتحقيق المكاسب المادية التي تصب في مصلحة الوطن والموطن وتضيف مزيد من الرخاء. وتضمن تعزيز المركز الاقتصادي. كل الشكر والتقدير.