بعد مرور 100 يوم على ولايته الثانية، يجد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نفسه أمام تحديات جمة، حيث تتزايد التساؤلات حول مدى قدرته على الوفاء بالوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية، والتي كانت تشكل جزءًا أساسيًا من مقاييس الأداء التي وضعتها إدارته منذ توليه منصبه في يناير الماضي.
ووفقًا لوكالة “رويترز”، فإن المحاكم الاتحادية الأمريكية قد أبطأت أو أوقفت بعضًا من أكثر تحركات ترامب جرأة خلال هذه الفترة، كما أنه لم يتمكن بعد من إنهاء الحرب في أوكرانيا أو التوصل إلى حل للصراع في غزة، أو إبرام اتفاقيات تبادل الأراضي، أو حتى إجبار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) على الانصياع لطلباته.
وعلى الصعيد الاقتصادي، الذي كان محورًا رئيسيًا لحملة ترامب، أشار الرئيس الجمهوري إلى أول انخفاض ملحوظ في التضخم الشهري منذ ما يقرب من خمس سنوات في مارس الماضي كدليل على تأثير سياساته.
ومع ذلك، تتوقع الأسواق ارتفاع أسعار العديد من السلع، كما أن الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب قد هزت سوق الأسهم الأمريكية وأثارت مخاوف من حدوث ركود اقتصادي، مما يثير قلق الشركات التي تعتمد على الاستيراد ويؤدي إلى تراجع ثقة المستهلكين.
وقد كشف تقرير صادر عن وزارة التجارة الأمريكية أن الاقتصاد الأمريكي انكمش في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى تدفق الواردات لتجنب الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى العجز التجاري الذي خلف عبئًا على الاقتصاد، وهو الأكبر منذ أربعينيات القرن الماضي.
وفي محاولة لتهدئة الأسواق، أعلن البيت الأبيض عن نيته إبرام اتفاقيات تجارية مع عشرات الدول، بما في ذلك الصين، على أمل تحقيق الاستقرار في السوق العالمية.
ومع ذلك، لم يتم إبرام أي اتفاقيات حتى الآن، على الرغم من تصريحات وزير التجارة هوارد لوتنيك بأن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع إحدى الدول وتنتظر موافقتها الرسمية.
ويضغط ترمب على مجلس الاحتياطي الاتحادي لخفض أسعار الفائدة بهدف دعم الاقتصاد، لكن البنك المركزي الأمريكي يؤجل هذا القرار بسبب مخاوف التضخم.
كما يضغط على الكونجرس لتمرير تشريع يجعل التخفيضات الضريبية التي تم إقرارها في عام 2017 دائمة، بالإضافة إلى تشريعات أخرى مثل إعفاء الإكراميات وأجور العاملين في قطاع الخدمات من الضرائب.
ويعبر خبراء الميزانية ودعاة الانضباط المالي عن قلقهم من أن هذه التخفيضات ستؤدي إلى زيادة عجز الموازنة الاتحادية، الذي يشهد بالفعل مستويات مرتفعة.