دعا وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، كلًا من الهند وباكستان إلى العمل معًا لخفض التوتر المتصاعد في كشمير، وذلك بعد الهجوم المسلح الذي أودى بحياة 26 شخصًا، معظمهم من السياح، قرب بلدة باهالجام الواقعة في القسم الخاضع للسيطرة الهندية من الإقليم المتنازع عليه.
اتهمت نيودلهي إسلام آباد بالضلوع في الهجوم، وقالت إنها حدّدت هوية ثلاثة مهاجمين، بينهم اثنان يحملان الجنسية الباكستانية، ووصفتهم بـ”الإرهابيين” الذين يشنّون تمردًا عنيفًا في الإقليم ذي الأغلبية المسلمة.
في المقابل، نفت الحكومة الباكستانية أي علاقة لها بالهجوم، ودعت إلى فتح تحقيق محايد وشفاف.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن روبيو عبّر خلال اتصالاته مع وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، عن دعمه للهند في مواجهة التطرف، كما حثّ باكستان على التعاون في التحقيق.
وفي تصريح لقناة “سكاي نيوز”، دعا رئيس حزب الشعب الباكستاني، بيلاوال بوتو زرداري، إلى تقديم “أدلة ملموسة ومحددة” حول الاتهامات الهندية، محذرًا من أن التصعيد الحالي قد يؤدي إلى “اشتباكات محدودة بين القوات الجوية أو البرية، وربما إلى حرب شاملة”.
تحذيرات متبادلة وإجراءات تصعيدية
وفي وقت مبكر من صباح الأربعاء، أعلنت إسلام آباد أنها تلقت “معلومات استخباراتية موثوقة” تشير إلى أن الهند تنوي شن عمل عسكري خلال 24 إلى 36 ساعة المقبلة، بذريعة ما وصفته بـ”الاتهامات الملفقة” بشأن الهجوم.
وردًا على التصعيد، أغلقت الهند مجالها الجوي أمام الخطوط الباكستانية، بعد أيام من قرار مماثل من إسلام آباد بحق الطيران الهندي.
كما تبادلت القوات على جانبي خط السيطرة إطلاق النار خلال الأيام الستة الماضية، دون تسجيل إصابات، فيما اتهمت نيودلهي الجانب الباكستاني بالبدء في إطلاق النار، وهو ما لم تعلّق عليه إسلام آباد.
وفي تطوّر إضافي، أعلنت الهند تعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند، التي تنظم تقاسم مياه النهر وروافده بين البلدين منذ عام 1960، وتشكل شريانًا حيويًا للزراعة وتوليد الطاقة في باكستان.
ويعدّ القرار أحد أخطر مؤشرات التصعيد، بالنظر إلى استمرار العمل بالمعاهدة حتى خلال فترات الحرب السابقة.
ومن جانبه، أكد بوتو زرداري أن بلاده “على استعداد للرد على أي عدوان هندي”، مشيرًا إلى جاهزية القوات الجوية والبحرية والبرية، لكنه أعرب عن أمله في أن يسود التعقل، وأن يضطلع المجتمع الدولي بدور أكثر فاعلية في منع تفجر الأوضاع.