خاص – الوئام
قبل أسابيع قليلة، لم تكن هناك مؤشرات على اتفاق قريب بين إدارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. لكن اللقاء العلني بين الرئيسين خلال جنازة البابا فرانسيس في الفاتيكان كان نقطة تحوّل مفصلية. الآن، تستعد كييف لإتمام اتفاق استثماري استراتيجي مع واشنطن خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة.
أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال عبر التلفزيون الوطني أن بلاده على وشك توقيع “اتفاق دولي جيد، متكافئ، ومفيد” مع الولايات المتحدة حول استثمارات في قطاع المعادن، مؤكداً أن التوقيع متوقع في غضون يوم.
التفاؤل يسود كييف
من المتوقع أن تصل وزيرة الاقتصاد الأوكرانية، يوليا سفيريدينكو، إلى العاصمة الأمريكية لتوقيع الاتفاق، حسبما نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة.
وتشير التقديرات وفق ما نشرت صحيفة التايمز البريطانية إلى إمكانية إتمام الصفقة في غضون 24 ساعة، والاتفاق لا يقتصر فقط على الأبعاد الاقتصادية، بل يحمل طابعاً سياسياً واضحاً، حيث تأمل كييف أن يفتح الباب أمام استئناف الدعم العسكري الأمريكي، الذي توقف منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
المعادن مقابل الأمن
تتضمن الصفقة، وفقاً لمذكرة مشتركة نشرت في 18 أبريل، إنشاء صندوق مشترك بنسبة “50/50” لتقاسم عائدات استثمار الموارد الطبيعية. كما أشار شميهال إلى أن ترامب تراجع عن شرطه السابق بإلزام أوكرانيا بسداد المساعدات العسكرية والمالية التي قدمتها إدارة بايدن.
ويبدو أن لقاء شميهال مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت الأسبوع الماضي قد أحرز تقدماً جوهرياً، مما ساهم في تسريع المفاوضات ووضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
كنوز في باطن الأرض
بحسب بيانات رسمية، تمتلك أوكرانيا نحو 5% من احتياطي المعادن الحيوية في العالم، من بينها الليثيوم، الذي تُعد احتياطياته الأوكرانية الأكبر في أوروبا. وتعتبر هذه المعادن ضرورية في صناعات التكنولوجيا والبطاريات والسيارات الكهربائية.
ولكن تحقيق العائد الفعلي من هذه الثروات يتطلب استثمارات ضخمة وبنية تحتية متطورة، خصوصاً أن نحو 280 مليار جنيه إسترليني من قيمة هذه الموارد تقع حالياً في أراضٍ تسيطر عليها روسيا، وفقاً لوزارة الاقتصاد الأوكرانية.
صفقة بأبعاد استراتيجية تتجاوز الاقتصاد
الصفقة المنتظرة ليست مجرد اتفاق استثماري، بل مؤشر على مرحلة جديدة من العلاقات الأوكرانية الأمريكية. ومن شأنها أن تعزز موقع كييف السياسي، وتوفر لها حليفاً قوياً في مواجهة التهديدات الروسية، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تأمين مصادر موثوقة للمعادن النادرة بعيداً عن الصين.