الوئام – خاص
في خطوة غير مستغربة، حققت المملكة إنجازاً بارزاً بتصدرها دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤشر نضج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة لعام 2024، الصادر عن الإسكوا.
ويعكس هذا التتويج، للمرة الثالثة على التوالي، وبنسبة نضج عالية بلغت 96%، التزام المملكة الراسخ بالتحول الرقمي وتطوير منظومة خدمات حكومية مبتكرة محورها المواطن والمقيم وقطاع الأعمال.
نضج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة
يعد مؤشر نضج الخدمات الحكومية الإلكترونية والنقالة، أداة قياس رئيسية لتقييم مدى تطور الخدمات الحكومية الرقمية المقدمة عبر البوابات الإلكترونية والتطبيقات الذكية في الدولة.
ويهدف المؤشر إلى دعم جهود التحول الرقمي في المنطقة من خلال توفير تحليل شامل لأداء الدول وتقديم توصيات لتعزيز هذا التحول.
مؤشرات رئيسية
ويستند التقييم إلى تقييم نحو 100 خدمة حكومية ذات أولوية موجهة للأفراد وقطاع الأعمال، ويرتكز على ثلاثة مؤشرات فرعية رئيسية:
- توفر الخدمة وتطورها: يقيس هذا المؤشر مدى إتاحة الخدمات الحكومية إلكترونياً ومستوى تطورها التقني، وهذا المؤشر حققت فيه السعودية 99%.
- الوصول إلى الجمهور: هذا المعيار يقيم مدى سهولة وصول مختلف فئات المجتمع إلى الخدمات الرقمية، وحققت المملكة فيه نسبة 99% أيضا.
- استخدام الخدمة ورضا المستفيدين: يركز هذا المؤشر على مدى إقبال المستخدمين على الخدمات الرقمية ومستوى رضاهم عن تجربتهم، وقد سجلت المملكة 93% في هذا المؤشر.
أداء مميز للعام الثالث
المملكة التي احتلت المركز الأول للمرة الثالثة على التوالي، تفوقت على 16 دولة عربية شملها التقييم، وجاء هذا الإنجاز بنسبة نضج إجمالية بلغت 96%، مما يعكس الأداء المتميز في مختلف جوانب المؤشر.
وتجدر الإشارة إلى التطور الملحوظ في أداء المملكة منذ عام 2020، حيث ارتقت من المركز الرابع إلى الثاني في عام 2021، لتتربع على القمة في الأعوام 2022، 2023، و2024، مع ارتفاع مستمر في نسبة النضج من 87% في 2022 إلى 93% في 2023، وصولاً إلى 96% في 2024.
ويحمل تصدر المملكة لمؤشر الإسكوا دلالات هامة متعددة، حيث يعد هذا الإنجاز انعكاساً مباشراً لنجاح مستهدفات رؤية 2030 وبرامجها التنفيذية، لا سيما تلك المتعلقة بالتحول الرقمي الحكومي، وتطوير بنية تحتية رقمية متقدمة، وتحسين جودة الحياة، ورفع كفاءة العمل الحكومي، حيث تهدف الاستراتيجية الوطنية للحكومة الرقمية، إلى تقديم خدمات رقمية سلسة تركز على المواطن وتعزز النمو الاقتصادي.
تطوير الخدمات الرقمية الحكومية
ويؤكد الحفاظ على الصدارة للمرة الثالثة على التوالي على الالتزام المستمر من قبل القيادة وجهود هيئة الحكومة الرقمية وكافة الجهات الحكومية بتطوير وتحسين الخدمات الرقمية المقدمة للمواطنين والمقيمين وقطاع الأعمال.
كما تساهم هذه الإنجازات في بناء مجتمع رقمي متقدم يعتمد على التقنيات الحديثة ويسهل حياة الأفراد ويعزز من تفاعلهم مع الخدمات الحكومية بمرونة وجودة عالية.
تعزيز المكانة الإقليمية والعالمية
يرسخ هذا التفوق مكانة المملكة كقائد إقليمي في مجال الحكومة الرقمية، ويعزز تنافسيتها على الصعيد العالمي.
ويضاف هذا الإنجاز إلى سلسلة من النجاحات الأخرى، مثل القفزة النوعية بـ 25 مرتبة في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية لعام 2024، واحتلال المركز الرابع عالمياً والأول إقليمياً في مؤشر الخدمات الرقمية، والسابع عالمياً في المشاركة الإلكترونية، وتصنيف مدينة الرياض في المرتبة الثالثة عالمياً بين 193 مدينة في استخدام التقنية وتطبيقاتها.
تحسين بيئة الأعمال
وتساهم الخدمات الحكومية الرقمية المتطورة في تسهيل ممارسة الأعمال وجذب الاستثمارات، مما يدعم التنمية الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل.
كما يؤدي التحول الرقمي إلى تعزيز الشفافية ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي وتقديم خدمات ذات جودة عالية تلبي احتياجات المستفيدين.