في ظل الطموحات الاقتصادية الكبرى التي تقودها المملكة العربية السعودية ضمن “رؤية 2030″، تبرز الشركات الناشئة كقوى دافعة في تسريع الابتكار ودعم التحول الرقمي، مستفيدة من الدعم الحكومي الواسع ووفرة الكفاءات المحلية.
من بين هذه المبادرات اللافتة، تأتي شركة AIYAH السعودية الناشئة، التي تأسست عام 2024 بهدف إعادة تعريف تجربة التوظيف وربط رواد الأعمال بالمواهب والمستثمرين والجامعات، عبر منصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
تقول الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية للمنصة، صحيقة بينيت، إن تأسيس الشركة جاء استجابة للحاجة الملحة إلى أدوات تقنية تواكب تسارع التحول في سوق العمل السعودي.
وتوضح أن الهدف الأول هو تسريع تنفيذ أهداف “رؤية 2030″، خصوصًا تلك المرتبطة بابتكار الحلول وتوطين الوظائف، مضيفة: “AIYAH بُنيت لتكون البوابة التي تفتح الأبواب أمام من يبحثون عن فرصة حقيقية للمشاركة في هذا التغيير”.
تعمل المنصة على تبسيط عملية التوظيف من خلال أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تمكّن الباحثين عن عمل من تقديم أنفسهم لأرباب العمل والمستثمرين عبر مقاطع فيديو تفاعلية، ما يضفي طابعًا شخصيًا وإنسانيًا على العملية التي كثيرًا ما توصف بالجمود والتعقيد، خاصة عند الاعتماد على المنصات التقليدية مثل “لينكد إن”.
وتقول بينيت إن أحد أبرز التحديات التي حاولت AIYAH معالجتها هو فقدان التواصل الفعّال بين أصحاب العمل والمرشحين، مشيرة إلى أن كثيرًا من الباحثين عن العمل لا يتلقون أي ردود بعد تقديم طلباتهم، ما يترك أثرًا سلبيًا على معنوياتهم.
وتضيف: “نريد إعادة الكرامة إلى عملية التوظيف. من حق الجميع أن يحصل على فرصة للظهور، وأن يُعامل باحترام، سواء كان مؤسس شركة أو خريجًا جديدًا أو مستثمرًا يبحث عن شراكات”.
في مرحلتها الأولى، تسمح AIYAH للشركات الناشئة بالانضمام إلى المنصة، بينما يتمكّن الباحثون عن عمل من تسجيل مقابلاتهم وعرضها، دون الحاجة إلى التقديم على وظائف بعينها.
وتخطط المنصة في مرحلتها التالية لدمج المستثمرين وأصحاب الأعمال، إلى جانب بناء شراكات مع جامعات سعودية ودولية ومراكز ابتكار عالمية.
وتشير بينيت إلى أن المنصة تخاطب اليوم أكثر من 5,000 شركة ناشئة عالمية تعتزم دخول السوق السعودي، وهو ما يمثل خطوة كبيرة نحو تعزيز بيئة ريادة الأعمال في المملكة، ودعم برامج التوطين والتوظيف الموجه.
وتقوم رؤية الشركة على خمسة أعمدة أساسية: دعم “رؤية 2030″، تعزيز التوطين، تمكين النظام البيئي لريادة الأعمال، تيسير الحصول على التراخيص وفرص الاستثمار، وتقديم تصور واقعي للتحولات التي تشهدها المملكة.
كما تسعى المنصة لتفنيد الصور النمطية عن السعودية، من خلال منح العالم نافذة تقنية تفاعلية على بيئة العمل السعودية المتطورة.
وبعيدًا عن الجانب التقني، تؤكد بينيت أن شركتها تولي اهتمامًا كبيرًا بالعدالة والشمول، حيث تستعد لتقديم برامج تدريب على المهارات الرقمية للفئات الأقل خبرة بالتكنولوجيا، لضمان عدم تهميش أي شريحة من المجتمع في ظل الثورة التقنية المتسارعة.
في الختام، ترى بينيت أن إعادة بناء منظومة التوظيف لا يجب أن تقتصر على الابتكار التقني فقط، بل يجب أن تكون مدفوعة أيضًا بالرؤية الإنسانية والنية الصادقة. وتقول: “إذا كنا سنبني المستقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي، فلنفعله بقلب وعقل معًا”.